×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

الوحي، وما اتهمه النَّبيّ صلى الله عليه وسلم في كتابة الوحي، وولاه عمر بن الخطاب الذي كان من أخبر النَّاس بالرجال، وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه ولم يتهمه في ولايته، وقد ولى رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم أباه أبا سُفيَان إلى أن مات النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو على ولايتهن، فمُعَاوِية خير من أبيه وأحسن إسلامًا من أبيه باتفاق المسلمين، وإذا كان النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ولى أباه فلأن تجوز ولايته من باب أولى وأحرى والله أعلم.

***

وجوب الكف عن أعراض الصَّحابَة وموقف

المسلم من الفتن السابقة واللاحقة

يواصل شيخ الإسلام رحمه الله الكلام في الدفاع عن الصَّحابَة، ويستطرد في ذلك بعد الكلام عن أبي سُفيَان وابنه مُعَاوِية رضي الله عنهما فيقول في حق يزيد بن مُعَاوِية: بل يزيد بن مُعَاوِية مع ما أحدث من الأحداث من قال فيه إنه كافر مرتد؛ فقد افترى عليه، بل كان ملكًا من ملوك المسلمين كسائر ملوك المسلمين.

وأكثر الملوك لهم حسنات ولهم سيئات، وحسناتهم عظيمة وسيئاتهم عظيمة، فالطاعن في واحد منهم دون نظرائه إما جاهل وإما ظالم، وهؤلاء لهم ما لسائر المسلمين؛ منهم من تكون حسناته أكثر من سيئاته، ومنهم من قد تاب من سيئاته ومنهم من كفر الله عنه، ومنهم من قد يدخله الجنَّة، ومنهم من قد يعاقبه لسيئاته، ومنهم من قد يتقبل الله فيه شفاعة نبي أو غيره من الشفعاء.

فالشهادة لواحد من هؤلاء بالنَّار هو من أقوال أهل البدع والضلال، كذلك قصد لعنة أحد منهم بعينه ليس هو من أعمال الصالحين الأبرار، 


الشرح