الرَّدُّ على الذين يقولون:
نُصوص الصِّفات
تدل على التَّجسيمِ
سُئِل الشَّيخ رحمه الله عمَّن يقول عن نصوص الصفات: إنَّها
تدلُّ على التجسيم! والعقلُ دلَّ على تنزيه الباري عنه! فالأسلمُ للمُؤمِن أن
يقول: هذا متشابه لا يعلم تأويله إلاَّ الله؟
فأجاب رحمه الله بقوله: الحمد لله رب العالمين، هَذِه مسألة
كبيرة عظيمة القَدْر، اضطرب فيها خلائِقُ من الأوَّلِين والآخِرِين، من أوائِلِ
المائة الثانية من الهجرة النبوية، فأمَّا المائة الأولى فلم يَكُن بين المسلمين
اضطرابٌ في هذا، وإنَّما نشأ ذلك في أوائِلِ المائة الثانية لما ظهر الجَعْدُ بن
دِرْهَم وصاحِبُه الجَهْمُ بن صَفوَانَ، ومَن اتَّبَعَهما من المُعتَزِلَة
وغَيرِهم على إنكار الصفات، فظَهَرت مقالَةُ الجَهمِيَّة النُّفاةِ - نُفاةِ
الصِّفات -.
قالوا: لأنَّ إثباتَ الصِّفات يستلزِمُ التَّشبيهَ والتَّجسيمَ،
والله سبحانه وتعالى منزَّهٌ عن ذلك؛ لأنَّ الصفات التي هي العلم والقدرة والإرادة
ونحوُ ذلك أَعراضٌ ومَعانٍ تقوم بغَيرِها، والعَرَض لا يقوم إلاَّ بجسمٍ والله ليس
بجسمٍ؛ لأن الأجسام لا تخلو من الأَعراضِ الحادِثَة، وما لا يخلو من الحَوادِث فهو
مُحدَث.
قالوا: وبهذا استدلَلْنا عَلَيهِ بحُدوثِ الأجسام، فإنْ بَطَل
هذا بَطَل الاستدلال بحُدوثِ الأجسام؛ فيَبطُل الدليل على حُدوثِ العالَم فيَبطُل
الدَّليل على إثبات الصفاتِ.
قالوا: وإذا كانت الأعراض التي هي الصِّفات لا تقوم إلاَّ بجِسمٍ والجسم مركَّب من أَجزائِه، والمركَّب مُفتقِر إلى غيره، ولا يكون غنيًّا
الصفحة 1 / 458
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد