لأصلِ الإسلام؛ فإنَّ القرآنَ قد بيَّن أن المؤمنين إخوةٌ مع
قتالِهم وبغي بعضِهم على بعض».
وقوله: «مَنْ كُنْتُ
مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ» ([1])؛ فمِن أهلِ الحديثِ من طعن فيه كالبخاري وغيره، ومنهم من
حسَّنه، فإذا كان قاله فلم يرد يه ولاية مختصًا بها، بل ولاية مشتركة وهي ولاية
الإيمان التي للمؤمنين، والموالاة ضد المعاداة.
ولا ريبَ أنه يجبُ موالاةُ المؤمنين على سواهم ففيه ردٌّ على
النَّواصب، وحديثُ التصدقِ بالخاتمِ في الصَّلاة كذِبٌ باتفاقِ أهلِ المعرفة.
وأما قولُهُ يومَ غدير خم: «أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي» ([2])؛ فليس من الخصائصِ بل هو مساوٍ لجميعِ أهلِ البيت،
وأبعدُ الناسِ عن هذه الوصيةِ الرافضة فإنَّهم يُعادُون العباسَ وذريتَه، بل
يعادون جمهورَ أهلِ البيت.
وأما آيةُ المُبَاهلة فليستْ من الخصائص، بل دَعا عليًا وفاطمةَ
وابنيْهما، ولم يكُن ذلك لأنَّهم أفضلُ الأمة، بل لأنهم أفضلُ أهلِ بيته.
وأما سورة: {هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ﴾[الإنسان: 1]؛ فمن قال: إنما نزلتْ فيه وفي فاطمةَ وابنيهما،
فهذا كذِب؛ لأنها مكيةٌ والحسنُ والحسين إنما وُلِدا في المدينة.
***
أدلة التفضيل بين الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم
([1])أخرجه: الترمذي رقم (3713)، وابن ماجه رقم (121)، وأحمد رقم (641).
الصفحة 1 / 458
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد