×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

 في خلافتِه، وإنما قاتلَه مُطالِبًا بتسليمِ الذين قتلوا عثمانَ رضي الله عنه لإقامةِ القَصَاص منهم، وعلي رضي الله عنه لم يتمكنْ من تسليمِهم لعدمِ استتبابِ الأمرِ له ليتمكنَ من تسليمِهم.

والواجب علينا: الكف عما شجر بين الصَّحابَة، والاعتذار لهم، وعدم التصديق بكل ما يروى من الأخبار في حقهم، رضي الله عنهم وأرضاهم وجمعنا بهم في جنات النعيم.

***

فضل مُعَاوِية بن أبي سُفيَان رضي الله عنه

سُئل الشيخ رحمه الله عن إسلام مُعَاوِية بن أبي سُفيَان متى كان؟ وهل كان إِيمَانه كإِيمَان غيرِه؟

فأجاب رحمه الله بقوله: «إِيمَان مُعَاوِية بن أبي سُفيَان رضي الله عنه ثابتٌ بالنقل المتواتر وإجماع أَهْل العِلمِ على ذلك، كإِيمَان أمثاله ممن آمن عام فتح مكة، مثل أخيه يزيد بن أبي سُفيَان، ومثل سهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية، وعكرمة بن أبي جهل، والحارث بن هشام، وأبي أسد بن أبي العاص بن أمية، وأمثال هؤلاء؛ فإن هؤلاء يسمون الطلقاء، فإنهم آمنوا عام الفتح وأطلقهم النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ومن عليهم وأعطاهم وتألفهم.

وقد روي أن مُعَاوِية بن أبي سُفيَان أسلم قبل ذلك وهاجر، كما أسلم خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعُثمَان بن طلحة الحجبي قبل فتح مكة وهاجروا إلى المدينة؛ فإن كان هذا صَحِيحا فهذا - يعني مُعَاوِية - من المهاجرين.

وأما إسلامه عام الفتح مع من ذكر فمتفقٌ عليه بين العلماء؛ سواء كان أسلم قبل ذلك أو لم يكن إسلامه إلاَّ عام الفتح، ولكن بعض


الشرح