×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

 الفِطْرَةِ، وأَيْضًا فَلَو كَانَ المُرَادُ ذَلكَ لَمْ يَكُنْ لِقَولِهِ: «فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» ([1]) معني؛ فإنَّهُما فَعلا بِه مَا ليس هُو من الفِطرَةُ التِي وُلِدَ عليها فَلا فَرْقَ بَينَ التهويدِ والتنصِيرِ.

ثُمَّ قالَ: فَتَمثيلُه صلى الله عليه وسلم بالبَهِيمَةِ التي وُلِدَتْ جَمْعَاءَ ثُم جُدِعَتْ، يُبَيِّنُ أَنْ أَبويهِ غَيَّرا مَا وُلِدَ عَليهِ.

***

المَلائِكَةُ وأعْمَالُهُم

تكلَّمَ الشيخُ رحمه الله فِي فُصُولٍ عَنِ المَلائِكَةِ وأعْمَالِهِم، فَقَالَ ذكَرَ اللهُ الحَفَظَةَ المُوَكَّلِينَ بِبَنِي آدَمَ قال تَعَالَى: {وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّىٰكُم بِٱلَّيۡلِ وَيَعۡلَمُ مَا جَرَحۡتُم بِٱلنَّهَارِ ثُمَّ يَبۡعَثُكُمۡ فِيهِ لِيُقۡضَىٰٓ أَجَلٞ مُّسَمّٗىۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ[الأنعام: 60] إلى قوله: {وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۖ وَيُرۡسِلُ عَلَيۡكُمۡ حَفَظَةً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُونَ[الأنعام: 61]، وقال تعالى: {سَوَآءٞ مِّنكُم مَّنۡ أَسَرَّ ٱلۡقَوۡلَ وَمَن جَهَرَ بِهِۦ وَمَنۡ هُوَ مُسۡتَخۡفِۢ بِٱلَّيۡلِ وَسَارِبُۢ بِٱلنَّهَارِ ١٠ لَهُۥ مُعَقِّبَٰتٞ مِّنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ يَحۡفَظُونَهُۥ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ سُوٓءٗا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ ١١[الرعد: 10- 11]، وقال تعالى: {كَلَّا بَلۡ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ ٩ وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ ١٠ كِرَامٗا كَٰتِبِينَ ١١ يَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ ١٢[الانفطار: 9- 12]، وقال تعالى: {وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ ١وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلطَّارِقُ ٢ٱلنَّجۡمُ ٱلثَّاقِبُ ٣إِن كُلُّ نَفۡسٖ لَّمَّا عَلَيۡهَا حَافِظٞ ٤[الطارق: 1- 4]، وقال تعالى: {وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ ١٦إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ ١٧


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1293)، ومسلم رقم (2658).