وهو يتلخص في أمور:
أولاً: أن الواجب علينا
اعتقاده في أسماء الله وصفاته: هو ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه
وسلم من أنها حق على حقيقتها ومدلولها، لا ما يعتقده علماء الكلام من أنها مجرد
ألفاظ لا تدل على معان، أو أن لها معاني لا يعلمها إلاَّ الله، أو أنها يجب
تأويلها وصرفها عن ظاهرها إلى معان مجازية ما أنزل الله بها من سلطان.
ثانيًا: أنه محال أن
رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم لم يبين لأمته ما يعتقدونه في الله وفي أسمائه
وصفاته، حق يأتي هؤلاء الخلوف ويتكلفون لها أنواع التأويلات وغرائب المجازات!
ثالثًا: أنه محال أن
لا يكون سلف هذه الأمة من الصَّحابَة والتابعين قد تلقوا بيان ذلك عن الرسول صلى
الله عليه وسلم وبلغوه لمن بعدهم كما تلقوه عن نبيهم صلى الله عليه وسلم.
ومن هذا يتبين أنه يجب علينا اعتقاد ما دلت عليه هذه النصوص على
ظاهرها لا نتدخل بعقولنا ولا نحكم أفهامنا القاصرة في آيات الله وأحاديث رسوله ولا
نحيد عن منهج السلف، ومن أراد أن يمشي معنا على هذا الطريق الواضح فعلى الرحب
والسعة، ومن أراد غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرًا.
***
فضل علم السلف على علم
الخلف
يواصل الشيخ رحمه الله بيان مكانة علم السلف من الصَّحابَة
والتابعين والقرون المفضلة، وامتيازهم على من جاء بعدهم من الخلف فيقول رحمه الله:
ولا يجوز أيضًا أن يكون الخالفون أعلم من السالفين؛
الصفحة 1 / 458
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد