قال: كذبت عدو الله؛ إن الذين عدَّدت لأحياء وقد بقي لك ما
يسوءك..، الحديث ([1])، فهذا أمير الكفار في تلك الحال إنما سأل عن النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر دون غيرهما؛ لعلمه بأنهم رءوس المسلمين:
النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ووزيراه.
***
فَضْل أبي بكر وعمر رضي
الله عنهما
يُواصِل الشيخ رحمه الله بيان فضل الخليفتين: أبي بكر وعمر -
رضي الله عنهما وعن جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيقول: سأل
الرَّشِيد مالك بن أنس عن منزلة أبي بكر وعمر من النَّبيّ صلى الله عليه وسلم في
حياته؛ فقال: منزلتهما في حياته كمنزلتهما منه بعد موته.
وكثرة الاختصاص والصُّحبة مع كمال المودة والائتلاف والمحبة،
والمشاركة في العلم والدين تقتضي أنهما أحق بذلك من غيرهما، وهذا ظاهر بيّن لمن له
خبرة بأحوال القوم.
أما الصِّدِّيق؛ فإنه مع قيامه بأمور من العلم والفقه عجز عنها
غيره حتى بينها لهم لم يُحفظ له قول يخالف نصًّا، هذا يدل على غاية البراعة، وأما
غيره فحُفظت له أقوالٌ كثيرة خالفت النص؛ لكون تلك النصوص لم تبلغهم.
والذي وُجد من موافقة عمر للنصوص أكثر من موافقة علي، وهذا يعرفه من عرف مسائل العلم وأقوال العلماء فيها، وذلك مثل نفقة المُتوفَّى عنها زوجُها؛ فإن قول عمر هو الذي وافق النص دون القول الآخر، وقد ثبت في «الصَّحيِحين» عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ كَانَ فِي
الصفحة 1 / 458
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد