انتهى ما ذكرَه شيخُ الإسلامِ في إبطالِ تفسيرِ الاستواءِ على
العرشِ بالاستيلاءِ فعلى المُسلِمِ الذي يُريدُ الحقَّ أن يَسيرَ على منهجِ
السَّلفِ هذا وغيرِه ويتركَ تأويلاتِ الخلَفِ التي ليسَ عليها دليلٌ وإنما هي
مجرَّدُ آراءٍ تنبثِقُ من اعتقاداتٍ غيرِ صحيحةٍ ولا مبنيَّةٍ على الكِتابِ
والسُّنَّة، واللهُ الهادي إلى سواءِ السبيل، وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا
محمدٍ وآلِه وصحبِه.
***
وجوبُ اتباعِ الرَّسولِ صلى
الله عليه وسلم
والإيمانِ بما جاء
قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمه الله في وجوبِ اتِّباعِ
الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم والإقرارِ بما جاء به: يجِب على الخلْقِ الإقرار بما
جاء به النبيُّ صلى الله عليه وسلم فما جاء به القرآنُ العزيزُ أو السُّنةُ
المعلومةُ وجبَ على الخلْقِ الإقرارُ به جملةً وتفصيلاً عند العلمِ بالتفصيل، فلا
يكونُ الرجلُ مؤمنًا حتى يُقِرَّ بما جاء به النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو
تحقيقُ شهادةِ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وأن محمدًا رسولُ الله، فمن شهِد أنَّه
رسولُ اللهِ شهدَ أنه صادقٌ فيما يُخبِرُ به عن اللهِ تعالى، فإنَّ هذا حقيقةُ
الشهادةِ بالرسالة، إذ الكاذبُ ليس برسولٍ فيما يُكذبه، وقد قال تعالى: {وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ ٤٤ لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ ٤٥ ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ
٤٦﴾[الحاقة: 44-
46].
وبالجملةِ فهذا معلومٌ بالاضطرارِ من دينِ الإسلامِ لا يحتاجُ إلى تقريرِه، وهو الإقرارُ بما جاء به النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وهو ما جاء به القرآنُ والسُّنة، كما قال الله تعالى: {لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾[آل عمران: 164]، وقال تعالى:
الصفحة 1 / 458