عبوديةُ العبدِ للهِ وذلُّه
له
يتكلَّمُ الشيخُ رحمه الله عن عبوديةِ العبدِ للهِ وذلِّه له،
وعن قُرْبِ الرَّبِّ من عبدِه إذا كانت هذه حالُه فيقولُ: فإذا كانت العبادةُ
والطاعةُ والذُّلُّ له، تحقق أنه أعْلَى في نفوسِ العبادِ عندَهم، كما هو الأعلى
في ذاتِه، كما تصيرُ كلمتُه هي العليا في نفوسِهم كما هي العُلْيا في نفسِها،
وكذلك التكبيرُ يُرادُ به أنْ يكونَ عندَ العبدِ أكبرُ من كلِّ شيء، كما قال صلى
الله عليه وسلم لعَدِيٍّ بنِ حاتم: «يا
عدي: ما يفرك؟ أيفرك أن يقال: لا إله إلاَّ الله؟ فهل تعلم من إله إلاَّ الله؟ يا
عَدِيُّ ما يفرك؟ أيفرك أن يُقَال: الله أكبر؟ فهلْ مِنْ شيءٍ أكبرُ من الله؟»
([1])، وهذا يُبطِلُ قولَ من جَعلَ أكبرَ بمعنى كبير، وقد قالَ
صلى الله عليه وسلم «إنَّا مَعْشَرَ
الأَْنْبِيَاءِ دِينُنَا وَاحِدٌ» ([2])، وهو الإسلام، وهو الاستسلامُ للهِ لا لغيرِه بأنْ تكونَ
العبادةُ والطاعةُ له والذُّل، وهو حقيقةُ لا إلهَ إلاَّ الله.
ولا ريبَ أنَّ ما سِوى هَذا لا يُقبَلُ وهو سبحانه يُطَاعُ في كلِّ زمان، بما أمَرَ به في ذَلك الزمان، فلا إسلامَ بعدَ مبعَثِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم إلاَّ فيما جَاء به وطاعتِه، وهي مِلَّةُ إبراهيمَ التي لا يَرغَبُ عنها إلاَّ من سَفهَ نفسَه، وهو الأُمَّةُ الذي يُؤْتَمُّ به، كما أنَّه القُدوةُ الذي يُقتَدَى به، وهو الإمامُ كما في قولِه: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامٗاۖ﴾[البقرة: 124]، وهو القانتُ، والقُنُوت: دوامُ الطَّاعة، وهو الذي يُطِيعُ اللهَ دائمًا،
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2954)، وأحمد رقم (19381)، والطبراني في «الكبير» رقم (237).
الصفحة 1 / 458