حكمُ من نفى عُلُوَّ اللهِ
على عرشِه
سُئِلَ الشيخُ تقيُّ الدِّينِ ابنُ تيمية رحمه الله عن عُلُوِّ
اللهِ على خلقِه، وحُكمُ مَن نَفَى ذلك؟
فأجاب بقولِه: الحمدُ لله، اعتقادُ الشافعيُّ رضي الله عنه
واعتقادُ سَلفِ الأُمَّةِ كمالكٍ والثَّوري والأوزاعي وابنِ المُبَاركِ وأحمدَ بنِ
حنبلٍ وإسحاقَ بن رَاهَويْه وهو اعتقادُ المشايخِ المُقتدَى بهم كالفضَيلِ بنِ
عِيَاضٍ وأبي سُليمان الدَّاراني وسهلِ بنِ عبدِ اللهِ التستري وغيرهم؛ فإنه ليس
بين هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع في أصول الدين.
وكذلك أبو حنيفة رحمه الله فإنَّ الاعتقادَ الثابتَ عنه في
التوحيدِ والقدَرِ ونحو ذلك مُوافقٌ لاعتقادِ هؤلاء.
واعتقادُ هؤلاء هو ما كان عليه الصحابةُ والتابعون لهم بإحسانٍ
وهو ما نطَقَ به الكتابُ والسنة.
قال الشافعيُّ في أوَّلِ خطبة «الرسالة»: الحمدُ للهِ الذي هو كما وصَف به نفسَه، وفوقَ ما يصفُه به خلْقُه، فبيَّن رحمه الله أنَّ اللهَ موصوفٌ بما وصَفَ به نفسَه في كتابِه، وعلى لسانِ رسولِه صلى الله عليه وسلم وكذلك قال أحمدُ بنُ حنبل: لا يوصَفُ اللهُ إلاَّ بما وصَفَ به نفسَه في كتابِه أو وصَفه به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من غيرِ تحريفٍ ولا تعطيل، ومن غيرِ تكييفٍ ولا تَمثيل، بل يُثبتون له ما أثبتَه لنفسِه من الأسماءِ الحُسنى والصفاتِ العُليا، ويعلمون أنه: {لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾[الشورى: 11]، لا في صفاتِه ولا في ذاتِه ولا في أفعالِه، إلى أنْ قال «يعني الإمام أحمد»: هو الذي خلقَ السماواتِ والأرضَ
الصفحة 1 / 458
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد