ولا يعقلُ في الشاهدِ إلاَّ في محلِ أجوف، واللهُ سبحانه أحدٌ
صمدٌ منزَّهٌ عن ذلك.
قال ابنُ مسعودٍ وابنُ عباسٍ والحسنُ وسعيدٌ بن جُبِير وخلْقٌ
من السلف: «الصمد» الذي لا جوفَ له، وقال آخرون: هو السَّيدُ الذي كَمُلَ في
سُؤدُدِه، وكلا القولين حق.
إلى أن قال الشيخ والمقصودُ هنا أنَّ هذا الذي فرَّ منْ أنْ
يجعلَ القديمَ الواجبَ موجودًا ومُوصُوفًا بصفاتِ الكمال؛ لئلا يلزمُ ما ذكرَه من
التشبيهِ والتجسيم، وجعلَ نفيَ هذا اللازم دليلاً على نفي ما جعلَه ملزومًا له،
لزِمه في آخِرِ الأمرِ ما فرَّ منه.
***
الرَّدُّ على نُفَاة نزولِ
اللهِ سبحانه إلى سماءِ الدنيا
يواصلُ الشيخ رحمه الله الردَّ على نُفاةِ نزولِ الرب سبحانه وتعالى كما صحَّ في الحديث - إلى سماءِ الدنيا ويفند شبهاتهم فيقول: قولُ السائل: كيفَ ينزِل؟ بمنزلةِ قولِه: «كيف استوى»؟ وقوله: وكيفَ يسمع؟ وكيف يُبصِر؟ وكيفَ يعلمُ ويقدر؟ وكيفَ يخلق ويرزق؟ وقد تقدَّمَ الجوابُ عن مِثلِ هذا السؤالِ من أئمةِ الإسلامِ مثل مالكٍ بنِ أنس وشيخِه ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فإنه قد روي من غير وجه: أن سائلاً سأل مالكًا عن قوله: {ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾[طه: 5] كيف استوى؟ فأطرق مالك حتى علاه الرحضاء، ثم قال: الاستواءُ معلوم، والكيفُ مجهول، والإيمانُ به واجب، والسؤالُ عنه بِدعة، وما أراكَ إلاَّ رجلُ سوء، ثم أُمِرَ به فأُخرِج.
الصفحة 1 / 458
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد