×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

لما حاصروا الطائف ورماها بالمنجنيق، وشدوا النصارى بالشام وأنزل الله فيها سورة براءة.

وهي غزوة العسرة التي جهز فيها عُثمَان بن عفان رضي الله عنه جيش العسرة، فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم «مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا فَعَلَ بَعْدَ الْيَوْمِ!» ([1])، وهذا آخر مغازي النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ولم يكن فيها قتال.

وهؤلاء المذكورون دخلوا في قوله تعالى: {لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ[الحديد: 10]، فإن هؤلاء الطلقاء مسلمة الفتح هم ممن أنفق من بعد وقاتل وقد وعدهم الله الحسنى فإنهم أنفقوا بحنين والطائف وقاتلوا فيهما رضي الله عنهم.

وهم أيضًا دخلوا فيمن رضي الله عنهم حيث قال تعالى: {وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ[التوبة: 100]، فإن السابقين هم الذين أسلموا قبل الحُديبِية كالذين بايعوه تحت الشجرة الذين أنزل الله فيهم: {لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ[الفتح: 18]، كانوا أكثر من ألف وأربعمائة، وكلهم من أهل الجنَّة؛ كما ثبت في الصَّحيِح عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لاَ يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ» ([2]).

***

تفاضل الصَّحابَة رضي الله عنهم فيما بينهم


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (3701)، والحاكم رقم (4553)، وابن أبي عاصم في «السنة» رقم (1279).

([2])أخرجه: مسلم رقم (2496).