ضَابِطُ ما يُثبَت لله من
صفات الكمال
سئل الشيخ رحمه الله عن الضابط فيما هو من صفات الكمال التي
تُثبَت لله عز وجل وصفة النَّقص التي يتنزَّه عنها؟
فأجاب رحمه الله بقوله: الحمد لله، الجواب عن هذا السؤال مبنيٌّ
على مقدِّمَتَيْن:
إِحداهُما: أن يُعلَم أنَّ الكمال ثابِتٌ لله، بل
الثابِتُ له هو أقصى ما يُمكِن من الأَكملِيَّة، بحيث لا يكون وُجود كَمالٍ لا
نَقْصَ فيه إلاَّ وهو ثابِتٌ للرَّبِّ تعالى يستحِقُّه بنَفْسِه المقدَّسَة،
وثُبوت ذلك مُستلزِم نَفْيَ نَقيضِه؛ فثُبوت الحياة يَستلزِم نَفْيَ المَوتِ،
وثُبوت العلم يَستلزِم نَفْيَ الجهل، وثُبوت القدرة يَستلزِم نَفْيَ العجز، وأنَّ
هذا الكمال ثابِتٌ له بمُقتَضَى الأدِلَّة العقلِيَّة والبَراهِين اليَقينِيَّة مع
دَلالَة السَّمع على ذلك.
·
ودَلالة القرآن على
الأُمور نوعان:
أَحَدُهُما: خَبَر الله
الصادِقُ، فما أخبَرَ الله ورَسولُه به فهو حقٌّ كما أخبر الله به.
والثاني: دَلالة القرآن بضَرْب الأمثال وبيانِ الأدلَّة العقلِيَّة الدالَّة على المطلوب، فهذه دَلالة شرعية عقليَّة؛ فهي شرعية لأنَّ الشرع دلَّ عليها وأرشد إليها، وعقلية لأنَّها تُعلَم صِحَّتُها بالعقل، ولا يقال: إنها لم تُعلَم إلاَّ بمجرَّد الخَبَر، وإذا أخبَر الله بالشيء ودلَّ عَلَيه بالدَّلالاتِ العقليَّة صار مدلولاً عَلَيه بدليلِهِ العقليِّ، الذي يُعلَم به فيصير ثابتًا بالسَّمع والعقل، وكلاهما داخلٌ في دَلالة القرآن التي تُسمَّى الدَّلالةَ الشَّرعيَّةَ،
الصفحة 1 / 458
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد