علامةُ الإرثِ الصحيحِ والمتابعةِ التامة، فإنَّ السُّنةَ هي ما
كان عليه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه اعتقادًا واقتصادًا وقولاً وعملاً،
فكما أنَّ المُنحرفين عنه يُسمُّونهم بأسماءٍ مذمومةٍ مكذوبة، وإن اعتقدُوا صدقَها
بِناءً على عقيدتِهم الفاسدة، فكذلك التابعون على بصيرةٍ الذين هم أولى الناسِ به
في الَمحْيا والمَمَات باطنًا وظاهرًا، وأما الذين وافَقُوه ببواطنِهم وعجزُوا عن
إقامةِ الظواهر، والذين وافقُوه بظواهرِهم وعجزُوا عن تحقيقِ البَوَاطن، والذين
وافَقُوه ظاهرًا وباطنًا بحسْبِ الإِمكان، فلا بُدَّ للمنحرفين عن سنَّتِه أنْ
يعتقدوا فيهم نقصًا يذمُّونهم به.
قلت: ولا يزالُ هذا مستمرًا في الناسِ فَفِي أيامِنا هذه وَجَد
من يُعيِّر العلماءَ بعلماء الحيضِ والنِّفاس، حيثُ تبرَّءُوا من الانتماءاتِ
المُخَالفةِ لمنهجِ السَّلفِ الصالح، واللهُ المستعان.
***
ردُّ أكاذيب الطوائفِ
المنحرفةِ على أهلِ السنة
يستمرُّ الشيخُ رحمه الله يذكرُ ما يرمي به أعداء السُّنَّةِ من
تمسُّكٍ بها وسار على منهجِ السَّلفِ من التُّهمِ المَكذوبةِ فيقول: يقولُ
الرَّافضي: من لمْ يُبْغِضْ أبا بكرٍ وعُمرَ فقد أبْغَضَ عليًا لأنه لا وِلايةَ
لعليٍّ إلاَّ بالبراءةِ منهما، ثم جعلَ من أحبَّ أبا بكر وعمرَ ناصبيًا بِناءً على
هذه المُلازمةِ الباطلةِ التي اعتقدَها صَحيحة، أو عَانَد فيها، وهو الغَالب.
وكقولِ القَدَري: من اعتقدَ أنَّ اللهَ أرادَ الكائناتِ وخلَقَ أفعالَ العِباد، فقد سَلَب من العِبادِ الاختيارَ والقُدْرَة، وجعَلَهم مَجبورين كالجَمَاداتِ التي لا إرادةَ لها ولا قُدْرة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد