عقولُ الديات - أي: أسنان الإبل التي تجب في الدية، وفيها فكاك
الأسير، وفيها: لا يُقْتَل مسلم بكافر ([1]).
وما يقوله بعضُ الجُهَّالِ من أنه شرِب من غُسلِ النَّبيّ صلى
الله عليه وسلم فأورثَه علم الأولين والآخرين؛ من أقبحِ الكذِبِ البارد؛ فإنَّ
شُربَ غُسلِ الميتِ ليس بمشروع، ولا شَرِب عليٌّ شيئًا، ولو كان هذا يوجِبُ العلمَ
لشربَه كلُّ مَن حضر، ولم يَرو هذا أحدٌ من أهلِ العلم.
وكذا ما يذكر من أنه كان عنده علمٌ باطنٌ امتاز به عن أبي بكر
وعمر وغيرِهما؛ فهذا من مقالاتِ المَلاَحدِة الباطنيةِ ونحوهم الذين هم أكفرُ
منهم، بل فيهم من الكفرِ ما ليس في اليهودِ والنصارى كالذين يعتقدون إلهيتَه
ونبوته، وأنه كان أعلمَ من النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وأنه كان معلمًا للنبيِّ
صلى الله عليه وسلم في الباطن، ونحو هذه المقالات التي إنَّما يقولُها الغلاةُ في
الكفرِ والإلحاد، واللهُ سبحانه أعلم.
***
التفضيلُ بينَ الخلفاءِ
الأربعة رضي الله عنهم
سُئِلَ شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله عن رجلٍ مُتردِّدٍ في تفضيلِ أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم على علي بنِ أبي طالب رضي الله عنه لوجودِ النصوص التي تدُلُّ على فضلِ عليٍّ رضي الله عنه مثل قولِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: «أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ» ([2])، وقوله: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» ([3])، وقوله: «لَأُعْطِيَّنَ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَه» ([4])، وقوله: «مَنْ
([1])أخرجه: البخاري رقم (6507)، ومسلم رقم (1370).
الصفحة 1 / 458