يا محمد، أنت تقول: إن أهل الجنة يأكلون ويشربون، ومن يأكل
ويشرب لا بد له من خلاء! فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: «رَشْحٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ» ([1])، ويجب على ولي الأمر قتلُ من أنكر ذلك ولو أظهر التصديق
بألفاظه؛ فكيف بمن ينكر الجميع؟! انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
وأقول: إن في زماننا هذا من ورثة هؤلاء الذين حكم الشيخ رحمه
الله بقتلهم كثيرًا ممن ينكرون ما صح في الأحاديث؛ لأنه تستغربه عقولهم! تارة
يجهلون الرواة الثقات ويكذبونهم ولو كانوا من رواة البخاري ومسلم! وتارة يقولون:
الرسول قال: «أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِشُئُونِ
دُنْيَاكُمْ» ([2])! وتارة يقولون: هذا لا يتفق مع العلم الحديث! إلى غير
ذلك من الأقوال الباطلة، وقد قال الله تعالى في أمثال هؤلاء: {بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ
تَأۡوِيلُهُۥۚ﴾[يونس: 39]، وقال تعالى: {أَكَذَّبۡتُم بَِٔايَٰتِي وَلَمۡ
تُحِيطُواْ بِهَا عِلۡمًا أَمَّاذَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾[النمل: 84]،
نسأل الله العافية.
***
الرد على من يزعم أنه
يَسَعُه الخروجُ عن شريعة
محمد صلى الله عليه وسلم
بسم
الله الرحمن الرحيم
قال شيخُ الإسلام ابنُ تَيْمِيَّةَ رحمه الله: من اعتقد أن في أولياء الله من لا يجب عليه اتباعُ المرسلين وطاعتهم فهو كافر يُستتاب؛ فإن تاب وإلا قتل، مثل أن يعتقد أن في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من يستغني عن متابعته كما استغنى الخضر عن متابعة موسى.
([1])أخرجه: مسلم رقم (2835).
الصفحة 1 / 458
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد