قال الشيخ: وهذا بابٌ واسعٌ، وقد نبهنا بما كتبناه على سبيل الهدى في هذا الأمر الفارق بين أهل التوحيد الحنفاء أهل ملة إبراهيم المتبعين لدين الله الذي بعث به رسله، وأنزل به كتبه، وبين من لبس الحق بالباطل وشاب الحنيفية بالإشراك، قال تعالى: {وَسَۡٔلۡ مَنۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلۡنَا مِن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ءَالِهَةٗ يُعۡبَدُونَ﴾[الزخرف: 45].
وقال تعالى: {وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ
مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾[الأنبياء: 25]، وقال تعالى: {وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ
أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾[النحل: 36]، وقال تعالى: {وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا
لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ﴾[البينة: 5] الآية.
***
الرد على من يطعن في أحاديث
أبي
هرير رضي الله عنه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الرد على من قال: إن
أبا هُريْرَة لم يكن من فقهاء الصَّحابَة، وأن عمر أنكر عليه كثرة الرواية ونهاه
عن الحديث، وأنكر عليه ابن عباس وعَائشَة أشياء، قال الشيخ: هذا خطأ من وجوه:
أحدها: قوله: إن أبا
هُريْرَة لم يكن من فقهاء الصَّحابَة؛ فإن عمر ولى أبا هُريْرَة على البحرين وهم
خيار المسلمين الذين هاجر وفدهم إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، وهم وفد عبد
القيس، وكان أبو هُريْرَة أميرهم هو الذي يفتيهم بدقيق الفقه؛ مثل مسألة المطلقة
دون الثلاث إذا تزوجت زوجًا أصابها؛ هل تعود إلى الأول على الثلاث؟ كما هو قول ابن
عباس وابن عمر، وهو مذهب أبي حنيفة ورواية عن عمر بناء على أن إصابة الزوج تهدم ما
دون الثلاث كما هدمت الثلاث.
الصفحة 1 / 458