×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

أم كيف يكون أفراخ المتفلسفة وأتباع الهند واليونان وورثه المجوس والمشركين، وضلال اليهود والنصارى والصابئين وأشكالهم، وأشباههم؛ أعلم بالله من ورثة الأنبياء وأهل القرآن والإِيمَان؟ انتهى.

وبه تعرف أن لهؤلاء الذين يفضلون طريقة الخلف علي طريقة السلف أتباع في عصرنا، ويرون رأيهم ويعتقدون اعتقادهم، ويدافعون عن مذاهبهم، ويحتقرون عقيدة السلف الصالح ويصفونها بالجهل والجمود؛ يظهر هذا في كتاباتهم وتعليقاتهم ومناهجهم التي يسيرون عليها، فيها يزعمون أنه من مناهج الدعوة إلى الله؛ فما أشبه الليلة بالبارحة، ولكل قوم وراث، ولكل ساقطة في الحي لا قطة.

***

بيان فضل علم السلف علي علم الخلف

لما قدم الشيخ رحمه الله مقدمة بين فيها المقارنة بين السلف والخلف في العلم والفضل، واستنكر علي من عكس الأمر؛ لأن من استقرت هذه المقدمة عنده عرف طريق الهدي أين هو في هذا الباب وغيره، وعلم أن الضلال والتهوك إنما استولي على كثير من المتأخرين بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم، وإعراضهم عما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من البينات والهدى، وتركهم البحث عن طريقة السابقين والتابعين، والتماسهم علم معرفة الله ممن لم يعرف الله بإقراره علي نفسه، وبشهادة الأمة علي ذلك، وبدلالات كثيرة، وليس غرضي واحدا معينا، وإنما أصف نوع هؤلاء وهؤلاء.

وإذا كان كذلك فهذا كتاب الله من أوله إلي آخره، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أولها إلي آخرها، ثم عامة كلام الصَّحابَة والتابعين، ثم كلام سائر


الشرح