×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

الأئمة، مملوء بما هو إما نص وإما ظاهر في أن الله سبحانه وتعالى هو العلي الأعلى، وهو فوق كل شيء، وهو علي كل شيء، وأنه فوق العرش، وأنه فوق السماء، مثل قوله تعالى: {إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ[فاطر: 10]، {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ[آل عمران: 55]، {أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ[الملك: 17]، {بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيۡهِۚ[النساء: 158].

إلي أن قال الشيخ: وفي الأحاديث الصحاح والحسان ما لا يحصي إلاَّ بالكلفة، مثل قصة معراج الرسول صلى الله عليه وسلم إلي ربه، ونزول الملائكة من عند الله وصعودها إليه، وقوله في الملائكة الذين يتعاقبون فيكم بالليل ([1])، والنهار؛ فيعرج الذين باتوا فيكم إلي ربهم فيسألهم وهو أعلم بهم.

وذكر أحاديث وآثار في هذا المعني، إلي أن قال إلي أمثال ذلك مما لا يحصيه إلا الله مما هو من أبلغ المتوترات اللفظية والمعنوية، التي تورث علمًا يقينًا من أبلغ العلوم الضرورية: أن الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله ألقي علي أمته المدعوين؛ أن الله سبحانه علي العرش وأنه فوق السماء؛ كما فطر الله على ذلك جميع الأمم؛ عربهم وعجمهم في الجاهلية والإسلام إلاَّ من اجتالته الشياطين عن فطرته.

ثم عن السلف في ذلك من الأقوال ما لو جمع لبلغ مئين أو ألوفًا، ثم ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من سلف الأمة؛ لا من الصَّحابَة، ولا من التابعين لهم بإحسان، ولا من الأئمة الذين أدركوا


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (555)، ومسلم رقم (632).