أدلةُ عُلوِّ الله عز وجل
يُقرِّرُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية رحمه الله علوَّ اللهِ على
خلقِه بالأدلةِ الواضحةِ المُقْنِعة، فيقول: وجوبُ إثباتِ عُلوِّ اللهِ تعالى
يَتبيَّنُ من وجوه:
أحدها: أن يقال: إنَّ
القرآنَ والسُّننَ المُسْتفيضَةَ المتواترةَ وغيرَ المتواترةِ وكلامَ السابقين
والتابعين وسائرَ القرونِ الثلاثة مملوءٌ بما فيه إثباتُ العُلُوِّ للهِ تعالى على
عرشِه بأنواعٍ من الدِّلالات، ووجوهٍ من الصِّفات، وأصنافٍ من العبارات.
تارةً يُخبِرُ أنه خَلَقَ السماواتِ والأرضَ في ستَّةِ أيامٍ ثم
استوى على العرش، وقد ذُكِرَ الاستواءُ على العرشِ في سبعةِ مواضع.
وتارةً يُخبرُ بعروجِ الأشياءِ وصُعُودِها وارتفاعُها إليه
كقولِه تعالى: {بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيۡهِۚ﴾[النساء: 158]، {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ
إِلَيَّ﴾[آل عمران: 55]، {تَعۡرُجُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ
إِلَيۡهِ﴾[المعارج: 4] وقوله تعالى: {إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ
وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ﴾[فاطر: 10].
وتارةً يخبرُ بنزولِها منه، أو من عندِه كقولِه تعالى: {وَٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٞ مِّن
رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّۖ﴾[الأنعام: 114]، {قُلۡ نَزَّلَهُۥ رُوحُ ٱلۡقُدُسِ
مِن رَّبِّكَ﴾[النحل: 102]، {حمٓ ١ تَنزِيلٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
٢﴾[فصلت: 1- 2]، {تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ﴾[الزمر: 1].
وتارةً يُخبرُ بأنَّه العلِيُّ الأَعلى كقولِه تعالى: {سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى﴾[الأعلى: 1]، وقوله: {وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ﴾[البقرة: 255].
الصفحة 1 / 458