التفضيل بين الملائكة
وصالحي بني آدم
سُئل شيخُ الإسلام ابنُ تَيْمِيَّةَ رحمه الله عن صالحي بني آدم
والملائكة؛ أيهما أفضل؟
فأجاب: بأن صالحي البشر أفضل باعتبار كمال النهاية والملائكة
أفضل باعتبار البداية؛ فإن الملائكة الآن في الرفيق الأعلى مُنزَّهِين عما يُلابِسُه
بنو آدم، مستغرقون في عبادة الرب، ولا ريب أن هذه الأحوال الآن أكمل من أحوال
البشر، وأما يوم القيامة بعد دخول الجنة فيصير صالحو البشر أكمل من حال الملائكة.
وقال أيضًا: قد ثبت عن عبد الله بن عمرو أنه قال: إن الملائكة
قالت: يا رب، جعلت بني آدم يأكلون في الدنيا ويشربون ويتمتعون؛ فاجعل لنا الآخرة
كما جعلت لهم الدنيا! قال: لا أفعل، ثم أعادوا عليه فقال: لا أفعل، ثم أعادوا عليه
مرتين أو ثلاثًا فقال: وعِزَّتِي، لا أجعل صالحَ ذُرِّيَةِ مَنْ خلقتُ بيديَّ كمن
قلت له: كُن فكان، ذكره عثمان بن سعيد الدارمي، ورواه عبد الله بن أحمد في كتاب «السنة»
عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً ([1]).
وعن عبد الله بن سلام أنه قال: ما خلق الله خلقًا أكرم عليه من محمد، فقيل له: ولا جبريل ولا ميكائيل؟ فقال للسائل: أتدري ما جبريل وما ميكائيل؟ إنما جبريل وميكائيل خَلْق مُسَخَّر كالشمس والقمر.
الصفحة 1 / 458
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد