وما خلق الله خَلْقًا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم وما
علمتُ عن أحد من الصَّحابَة ما يخالف ذلك، وهذا هو المشهور عند المنتسبين إلى
السُّنة من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم، وهو أن الأنبياء والأولياء أفضل من
الملائكة.
قال الشيخ: ولنا في هذه المسألة مُصَنَّف مُفْرَد ذكرنا فيه الأدلة
من الجانبين.
وسُئل رحمه الله عن آدم لما خلقه الله ونفخ فيه من رُوحه وأسجد
له ملائكته؛ هل سجد ملائكة السماء والأرض خاصة؟ وهل كان جبرائيل وميكائيل مع من
سجد؟ وهل كانت الجنة التي سكنها جنة الخُلْد الموجودة أم جنة في الأرض خلقها الله
له؟ ولما أُهبط هل أُهبط من السماء إلى الأرض أم من أرض إلى أرض مثل بني إسرائيل؟
وهذا سؤال ذو فِقْرَات مهمة، أجاب عنه الشيخ رحمه الله فِقْرَة
فِقْرَة فقال:
الحمد لله: بل أسجد له جميع الملائكة؛ كما نطق بذلك القرآن في
قوله تعالى: {فَسَجَدَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ﴾[الحجر: 30 ]
فهذه ثلاثُ صِيَغ مُقَرِّرة للعموم وللاستغراق؛ فإن قوله: {ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ﴾؛ يقتضي جميع الملائكة؛ فإن اسم الجمع المُعرَّف بالألف واللام
يقتضي العموم كقوله: {تَعۡرُجُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ﴾[المعارج: 4] فهو رب جميع الملائكة.
الثاني: {كُلُّهُمۡ﴾وهذا من أبلغ
العموم.
الثالث: قوله: {أَجۡمَعُونَ﴾وهذا توكيد للعموم، فمن قال: إنه لم يسجد له جميع الملائكة بل
ملائكة الأرض؛ فقد رد القرآن بالكذب والبُهْتان، وهذا القول ونحوُه ليس من أقوال
المسلمين واليهود
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد