×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

 {كَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِيكُمۡ رَسُولٗا مِّنكُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمۡ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ[البقرة: 151]، وقال تعالى: {وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَمَآ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡحِكۡمَةِ يَعِظُكُم بِهِۦۚ[البقرة: 231]، وقال تعالى: {وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ[النساء: 64]، وقال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا[النساء: 65]، وقال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ[النساء: 59].

ومما جاء به الرسول رضاه عن السابقين الأولين وعمن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين كما قال تعالى: {وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ[التوبة: 100].

ومما جاء به الرسولُ أمرُ اللهِ له بالبلاغِ المبين، كما قالَ تعالى: {وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ[النور: 54]، وقال تعالى: {وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ[النحل: 44]، وقال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُۥۚ وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ[المائدة: 67]، ومعلومٌ أنه قد بلَّغَ الرسالةَ كما أمرَ ولمْ يكتُمْ منها شيئًا فإنَّ كِتمانَ ما أنزلَ اللهُ إليه يُناقِضُ مُوجبَ الرِّسالة، كما أنَّ الكذِبَ يُناقِضُ مُوجبَ الرسالة، ومن المعلومِ من دِينِ المسلمين أنَّه معصومٌ من الكتمانِ بشيءٍ من الرسالةِ كما أنه معصومٌ من الكذِبِ فيها، الأمةُ تَشهدُ له بأنَّه قد بلَّغَ الرسالةَ كما أمرَه الله، وبيَّن ما أَنزل إليه ربُّه، وقد أخبرَ اللهُ بأنَّه قد أكملَ الدِّين، وإنما كمُلَ بما بلَّغه إذ الدِّينُ لمْ يُعرفْ إلاَّ بتبليغِه فعلِم أنه بلَّغ جميعَ الدِّينِ الذي شرَعَه اللهُ لعبادِه، كما


الشرح