الأُْمَمِ قَبْلَكُمْ قَوْمٌ مُحَدَّثُونَ
فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ مِنْهُمْ فَهُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ» ([1]).
وفي «الصَّحيِحين» عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رَأَيْتُ كَأَنِّي أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ؛
فَشَرِبْتُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ مِنْ أَظْفَارِي، ثُمَّ
نَاوَلْتُ فَضْلِي عُمَرَ»، فقالوا: ما أَوَّلْتَه يا رسول الله؟ قال: «العلم ([2]).
وفي الترمذي وغيره أنه قال: «لَوْ لَمْ أُبْعَثْ فِيكُمْ
لَبُعِثَ عُمَرُ ([3]).
وأيضًا فإن الصِّدِّيق استخلفه النَّبيّ صلى الله عليه وسلم على
الصَّلاة التي هي عمود الإسلام، وعلى إقامة المناسك التي ليس في مسائل العبادات
أَشْكَلُ منها.
وأقام المناسك قبل أن يحج النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فنادى: «أَنْ لاَ يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ
وَلاَ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ» ([4]) فأردفه بعلي بن أبي طالب ليَنْبِذ العَهْد إلى المشركين،
فلما لحقه قال: أمير أو مأمور؟ قال: بل مأمور ([5]).
فأمر أبو بكر علي بن أبي طالب، وكان علي مِمَّن أمَّرَه النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أن يَسمَعَ ويُطيعَ في الحَجِّ وأحكَامِ المُسَافرين وغيرِ ذلك لأبي بكر، وكان هذا بعدَ غزوةِ تبُوك التي استخْلَفَ عَليًّا فيها على المَدينة، ولم يكُنْ بقِي في المدينةِ من الرجالِ إلاَّ مُنافقٌ أو مَعذورٌ أو مُذنِبٌ، فلَحِقَه عليٌّ فقال: أتُخَلِّفني مع النساءِ والصِّبيان؟! قال: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ
([1])أخرجه: البخاري رقم (3469)، ومسلم رقم (2389).