{ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ﴾[الرعد: 16]، وقوله: {إِنَّا جَعَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا
عَرَبِيّٗا﴾[الزخرف: 3].
ثم إنه احتج على المريسي بثلاث حجج:
الأولى: أنه قال: إذا
كان مَخلُوقًا، فإما أن تقول: خَلَقه في نفسه، أو خَلَقه في غيره، أو خلقه قائمًا
بنفسه وذاته.
قال: فإن قال: خَلَق كلامَه في نَفْسِه فهذا مُحال ولا تجد
السَّبيلَ إلى القَولِ به من قياسٍ ولا نظرٍ ولا معقولٍ؛ لأنَّ الله لا يكون
مَحِلًّا للحَوادِثِ، ولا يكون فيه شيء مَخلُوق، ولا يكون ناقصًا فيزيد فيه شيء
إذا خَلَقه، تعالى الله عن ذلك وجلَّ وتعظَّمَ.
وإن قال: خلقه في غيره؛ فليزَمُه في النَّظر والقِياس أنَّ كلَّ
كلام خَلَقه الله في غيره فهو كلام الله، لا يقدر أن يفرِّق بينهما، أَفَيَجْعَلُ
الشِّعر كلامًا لله؟! ويَجعَلُ قَولَ القَدَر كلامًا لله؟! ويَجعَلُ كلامَ الفُحشِ
والكُفرِ كلامًا لله؟! وكلَّ قَولٍ ذمَّه الله وذمَّ قائِلَه كلامًا لله؟! وهذا
ممَّا لا يجد السَّبيل إليه ولا إلى القول به لظُهورِ الشَّناعَةِ والفَضِيحة
والكُفر على قائِلِه.
وإن قال: خلقه قائمًا بذاته ونفسه؛ فهذا هو المحال الباطل الذي
لا يجد إِلى القول به سبيلاً في قياٍس ولا نظرٍ ولا معقولٍ؛ لأَنه لا يكون الكلامُ
إلاَّ مِن متكلِّمٍ، كما لا تكون الإِرادة إلاَّ من مُريدٍ، ولا العلم إلاَّ من
عالمٍ، ولا القدرة إلاَّ من قديرٍ، ولا رُئِي ولا يُرى قطُّ كلامٌ قائِمٌ بنَفْسِه
يتكلَّم بذاتِه.
فلما استحال من هَذِه الجهات الثَّلاثِ أن يكون مَخلُوقًا ثبت أنه صفة لله، وصفات الله كلُّها غيرُ مَخلُوقة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد