الوِلْدان ومن يُزَوَّج به من الحُور العين أفضل من الأنبياء
والمرسلين، وهذا كله مما يعلم بطلانَه عمومُ المؤمنين.
وقد ثبت في «الصَّحيِح» عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه
قال: «فَضْل عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ
كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» ([1])؛ فإنما ذكر فضلها على النساء فقط، وقد ثبت في «الصَّحيِح»
عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كَمُلَ
مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إلاَّ عَدَدٌ قَلِيلٌ،
إِمَّا اثْنَانِ أَوْ أَرْبَعٌ» ([2])، وأكثر أزواجه لَسْنَ من ذلك القليل.
والأحاديث المُفَضِّلة للصحابة كقوله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ
الأَْرْضِ خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً» ([3])؛ يدل على أنه ليس في الأرض لا من الرجال ولا من النساء
أفضل عنده من أبي بكر، وكذلك ما ثبت في «الصَّحيِح» عن علي أنه قال: خير هذه الأمة
بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر ([4])، وما دل على هذه من النصوص التي لا يتسع لها هذا الموضع.
وبالجملة فهذا قول شاذ لم يسبق إليه أحد من السَّلَف، أبو محمد مع كثرة علمه وتَبَحُّره وما يأتي به من الفوائد العظيمة، له من الأقوال المنكرة الشاذة ما يُعجب منه، كما يُعجب مما يأتي به من الأقوال الحسنة الفائقة، وهذا كقوله: إن مريم نبية، وإن أم موسى نبية! وقد ذكر القاضي أبو بكر والقاضي أبو يعلى وأبو المعالي وغيرهم الإجماع على أنه ليس في النساء نبية، والقرآن والسُّنة دلاّ على ذلك كما في قوله
([1])أخرجه: البخاري رقم (3770)، ومسلم رقم (2446).