تعالى: {مَّا ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُ
وَأُمُّهُۥ صِدِّيقَةٞۖ﴾[المائدة: 75]؛ فذكر أن غاية ما
انتهت إليه أُمُّه الصِّدِّيقية، وقال تعالى: {وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ
إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰٓۗ﴾[يوسف: 109].
وسُئل رحمه الله عما شَجَر بين الصَّحابَة: علي ومعاوية وطلحة
وعائشة؛ هل يطالبون به أم لا؟
فأجاب: قد ثبت في
النصوص الصَّحيِحة أن عثمان وعليًّا وطلحة والزبير وعائشة من أهل الجنة، بل قد ثبت
في «الصَّحيِح»: «أنه لا يدخل النار أحدٌ
بايع تحت الشجرة» ([1])، وأبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان
هم من الصَّحابَة، ولهم فضائل ومحاسن.
وما يُحكى عنهم كثيرٌ منه كذب، والصدق منه أنه كانوا فيه
مجتهدين، والمجتهد إذا أصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر، وخطؤه يُغفر له، وإن
قُدِّر أن لهم ذنوبًا، فالذنوب لا توجب دخول النار مطلقًا إلاَّ إذا انتفت الأسباب
المانعة من ذلك، وهي عشرة:
منها التوبة، ومنها الاستغفار، ومنها الحسنات الماحية، ومنها
المصائب المُكفِّرة، ومنها شفاعة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، ومنها شفاعة غيره،
ومنها دعاء المؤمنين، ومنها ما يُهدى للميت من الثواب والصدقة والعتق، ومنها فتنة
القبر، ومنها أهوال القيامة.
وقد ثبت في «الصَّحيِحين» عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خَيْرُ الْقُرُونِ
([1])أخرجه: مسلم رقم (2496).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد