قَبْلَكُمْ مُحَدِّثُونَ، فَإِنْ
يَكُونُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَعُمَرُ» ([1])، وقوله عن عُثمَان: «أَلاَ أَسْتَحِي مِمَّنْ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ؟» ([2])، وقوله لعلي: «لَأُعْطِيَنَّ
الرَّايَةَ غَدًا رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللهُ
وَرَسُولُهُ يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ» ([3])، وقوله: «لكل نبي
حواري وحواريي الزبير» ([4])، وأمثال ذلك.
وأما الرافضي فلا يمكنه إقامة الحجة على من يبغض عليًا من
النواصب كما يمكن ذلك أهل السنة الذين يحبون الجميع، فإنه إن قال إسلام علي معلوم
بالتواتر، قال له: وكذلك إسلام أَبي بَكر وعمر وعُثمَان ومُعَاوِية وغيرهم، وأنت
تطعن في هؤلاء؛ إما في إسلامهم وإما في عدالتهم! فإن قال: إِيمَان علي ثبت بثناء
النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ! قلنا له: هذه الأحاديث إنما نقلها الصَّحابَة الذين
تطعن أنت فيهم، ورواه أفاضلهم: سعد بن أبي وقاص وعَائشَة وسهل بن سعد الساعدي
وأمثالهم والرافضة تقدح في هؤلاء!
فإن كانت رواية هؤلاء وأمثالهم ضعيفة؛ بطلب كل فضيلة تروى لعلي، ولم يكن للرافضة حجة، وإن كانت روايتهم صَحِيحة، ثبت فضائل علي وغيره ممن روى هؤلاء فضائله كأَبي بَكر وعمر وعُثمَان وغيرهم، إلى أن قال رحمه الله في حق مُعَاوِية: رضي الله عنه فإن مُعَاوِية ثبت بالتواتر أنه أمره النَّبيّ صلى الله عليه وسلم كما أمر غيره وجاهد معه، وكان أمينًا عنده يكتب له
([1])أخرجه: البخاري رقم (3469)، ومسلم رقم (3398).
الصفحة 4 / 458