س14: مِن الْمَعْلُوم أن الدَّعْوَة إِلَى اللَّه تَحْتَاج إِلَى الْعِلْم
الشَّرْعِيّ؛ فَهَل هَذَا الْعِلْم هُو حِفْظ الْكِتَاب وَالسَّنَة؟ وَهَل يَكْفِي
الْعِلْم الَّذِي يُدَرَّس فِي الْمَدَارِس وَالْجَامِعَات لِلدَّعْوَة إِلَى
اللَّه؟
ج: الْعِلْم هُو حِفْظ النُّصُوص وَفَهْم مَعَانِيهَا؛ فَلا يَكْفِي حِفْظ
النُّصُوص فَقَط، لاَ يَكْفِي أن الإِْنْسَان يَحْفَظ نُصُوص الْقُرْآن وَالأَْحَادِيث،
لابد مِن مَعْرِفَة مَعَانِيهَا الصَّحِيحَة، أَمَّا مُجَرَّد حِفْظ النُّصُوص
بِدُون فَهْمٍ لِمَعَانِيهَا؛ فَهَذَا لاَ يُؤَهِّل لِلدَّعْوَة إِلَى اللَّه عز
وجل.
أَمَّا مَا يدرَّس فِي الْمَدَارِس إِذَا كَان فِيهِ حِفْظ لِلنُّصُوص
وَفَهْم لِمَعَانِيهَا؛ فَهُو كافٍ.
أَمَّا إِذَا كَان حفظًا لِلنُّصُوص دُون فَهْمٍ لِلْمَعَانِي؛ فَهَذَا لاَ
يُؤَهِّل لِلدَّعْوَة، لَكِن بِإِمْكَان هَذَا أن يُحَفِّظ النَّاس النُّصُوص
الَّتِي حَفِظَهَا، ويلقِّنهم إيَّاهَا دُون شَرْح لِمَعَانِيهَا، أَو يَقْرَأَهَا
عَلَيْهِم، ويُسمعهم إيَّاهَا.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد