س26: كَثِيرًا مَا يَعْرِض
لِبَعْض النَّاس، أَو هِي شُبْهَة عِنْد الْبَعْض مِن طَلَبَة الْعِلْم
الْمُبْتَدِئِين: أن غَشَيَان حِلَق الْعِلْم يَعْنِي زِيَادَة فِي الْحُجَّة
عَلَى مَن تلقَّى هَذَا الْعِلْم؛ مِن مسئولية تَبْلِيغِه وَإِصْلاَح نَفْسِه؛
مِمَّا يَجْعَلُهُم - أَو الْبَعْض مِنْهُم - يُحْجِمُون عَن طَلَب الْعِلْم
الشَّرْعِيِّ. فَمَا تَوْجِيهِكُم لِهَؤُلاَء؟
ج: هَذِه وَسْوَسَة مِن الشَّيْطَان، يَقُول لَك: لاَ تَتَعَلَّم لأَِنَّك
إِذَا تَعَلَّمْت صَار حُجَّة عَلَيْك.
وَنَقُول لِهَذَا: وَبَقَاؤُك فِي الْجَهْل مَع وُجُود الْعُلَمَاء أَلَيْس
هُو حُجَّةً عَلَيْك؟
كَوْنُك تَبْقَى فِي الْجَهْل وَالْعِلْم مَوْجُود، وَالْعُلَمَاء
مَوْجُودُون، وَالدُّرُوس قَائِمَة، هَذَا أَشَدُّ خطرًا مِن كَوْنِك تَأْتِي
إِلَى دُرُوس الْعِلْم وَتَتَعَلَّم وَقَد لاَ تَعْمَل بِمَا عَلِمْت؛ لِكَوْن
الإِْنْسَان بِطَبْعِه عِنْدَه تَقْصِير فِي الأَْعْمَال، وَعِنْده بَعْض
الذُّنُوب؛ فَإِنَّه إِذَا حَضَر مَجَالِس الذَّكَر، وَالدُّرُوس الْعِلْمِيَّة
عِنْد الْعُلَمَاء فِي بُيُوت اللَّه، يُرجى لَه أن يَتَنَبَّه وَيَتُوب مِن
أخطائه، وَيَرْجِع إِلَى الصَّوَاب.
فَهَذِه الحِلَق حَيَاة الْقُلُوب، فَلا يَصُدَّنَّك الشَّيْطَان عَن الْعِلْم النَّافِع، وَتَعَلُّم الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة، بِهَذِه الشُّبْهَة، وَهَذِه الْوَسْوَسَة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد