وَالْعَقِيدَة لاَ تُؤْخَذ
إلاَّ مِن نُصُوص الْكِتَاب وَالسُّنَّة، لاَ مِن فِكر فُلاَنٍ وعِلاَّنٍ.
س29: يَقُوْل مُحَمَّد سُرُور زَيْن الْعَابِدِين فِي كِتَابه «مَنْهَج
الأَْنْبِيَاء فِي الدَّعْوَة إِلَى اللَّه»: «لَو أن قَوْم لُوط قَالُوا «لا إلَه
إلاَّ اللَّه» لاَ تَنْفَعُهُم مَا دَامُوا مِصْرَيْن عَلَى مَعْصِيَتِهِم». مَا
رَدّ فضيلتكم فِي هَذَا الْكَلاَم؟
ج: قَوْلُه: «إن قَوْم لُوط لَو
وَحَّدُوا اللَّه لَم تَنْفَعْهُم مَا دَامُوا عَلَى اللِّوَاط...». هَذَا
كَلاَم بَاطِل؛ لأَنّ اللِّوَاط لاَ شَكّ أَنَّه جَرِيمَة، وَأَنَّه كَبِيرَة مِن
كَبَائِر الذُّنُوب، وَلَكِن لاَ يَصِل إِلَى حَدّ الْكُفْر فَمَن تَاب إِلَى
اللَّه عز وجل مِن الشِّرْك، وَلَمْ يَقَع مِنْه شِرْك، وَلَكِن وَقْع مِنْه
جَرِيمَة اللِّوَاط هَذَا يُعْتَبَر قَد ارْتَكَب كَبِيرَة مِن كَبَائِر
الذُّنُوب، لَكِنَّه لاَ يَكْفُر.
فَلَو أن قَوْم لُوط وَحَّدُوا اللَّه عز وجل، وعبدوا اللَّه وَحْدَه لاَ
شَرِيك لَه، وَلَكِن بَقُوا عَلَى جَرِيمَة اللِّوَاط؛ لَكَانُوا فَسَقَة مُرْتَكِبِين
كَبِيرَة مِن كَبَائِر الذُّنُوب، يُعَاقِبَهُم اللَّه عَلَيْهَا إمَّا فِي
الدُّنْيَا وإما فِي الآْخِرَة، أَو يَعْفُو عَنْهُم سبحانه وتعالى، لَكِن لاَ
يَكْفُرُون، اللَّه تَعَالَى يَقُوْل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48]
وَفِي الْحَدِيث الصَّحِيح: إن اللَّه سبحانه وتعالى يَأْمُر يَوْم
الْقِيَامَة أن يَخْرُج مِن النَّار مَن كَان فِي قَلَبَه مِثْقَال حَبَّة مِن
خَرْدَل مِن إيمَان.
وَيُرَاد بِهِم أَهْل التَّوْحِيد، الَّذِين عِنْدَهُم مَعَاصِي وَدَخَلُوا
بِهَا النَّار، يُعَذَّبُون ثُمَّ يُخرَجون مِن النَّار بِتَوْحِيدِهِم
وَعَقِيدَتِهِم؛ فالموحِّد وَإِنْ دَخَل النَّار لاَ يُخَلَّد فِيهَا، وَقَد
يَعْفُو اللَّه عَنْه ولا يَدْخُل النَّار أصلاً: ﴿وَيَغۡفِرُ
مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48].
فَهَذِه الْكَلِمَة؛ كَلِمَة جَاهِل، وَهْي أَحْسَن مَا نَحْمِلُه عَلَيْهَا، الْجَهْل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد