س27: نَرْجُو مِن فضيلتكم
أن تبيِّنوا لَنَا موقفنا مِن فُرْقَة الشَّبَاب وَطَلَبَة الْعِلْم، حَوْل
مَوَاضِيع تَصُدُّهُم عَن طَلَب الْعِلْم، وتجعلهم يَنَالُون مِن بَعْض
الْعُلَمَاء، ويتعصبون لآِخَرِين؛ لأَنّ هَذِه مَسْأَلَة هَامَة، وَقَد تَفَشَّت
وَانْتَشَرَت بَيْن طَلَبَة الْعِلْم؛ فَمَا تَوْجِيهُكُم فِي ذَلِك؟
ج: يَوْم أن كَان أَهْل هَذِه الْبِلاَد مُرْتَبِطِين بِعُلَمَائِهِم؛ شبابًا
وشيبًا، كَانَت الْحَالَة حَسَنَة ومستقيمة، وكانت لاَ تَأْتِي إلَيْهِم أَفْكَار
مِن الْخَارِج، هَذَا هُو السَّبَب فِي الْوَحْدَة وَالتَّآلُف، وكانوا يَثِقُون
بِعُلَمَائِهِم وَقَادَتُهُم وعقلائهم، وكانوا جَمَاعَة وَاحِدَة، وَعَلَى حَالَة
طَيِّبَة، حَتَّى جَاءَت الأَْفْكَار مِن الْخَارِج عَن سَبِيل الأَْشْخَاص
الْقَادِمِين، أَو عَن سَبِيل بَعْض الْكُتُب أَو بَعْض المجلات، وَتَلَقَّاهَا
الشَّبَاب وَحَصَلَت الْفُرْقَة؛ لأَنّ هَؤُلاَء الشَّبَاب الَّذِين شذُّوا عَن
الْمَنْهَج السَّلَفِيّ فِي الدَّعْوَة، إِنَّمَا تأثروا بِهَذِه الأَْفْكَار
الوافـدة مِن الْخَارِج.
أَمَّا الدُّعَاة وَالشَّبَاب الَّذِين بَقُوا عَلَى صِلة بِعُلَمَائِهِم،
وَلَمْ يتأثروا بِهَذِه الأَْفْكَار الْوَارِدَة؛ فَهَؤُلاَء - وَالْحَمْد لِلَّه
- عَلَى اسْتِقَامَة كسلفهم الصَّالِح.
فَالسَّبَب فِي هَذِه الفُرقة يَرْجِع إِلَى تَلَقِّي الأَْفْكَار والمناهج الدعـوية مِن غَيْر عُلَمَاء هَذِه الْبِلاَد، مِن أُنَاس مشبـوهين، أَو أُنَاس مضـللين يُرِيدُون زَوَال هَذِه النِّعْمَة الَّتِي نعيشها فِي هَذِه الْبِلاَد مِن أَمِن، وَاسْتِقْرَار، وَتَحْكِيم لِلشَّرِيعَة، وخيرات كَثِيرَة فِي هَذِه الْبِلاَد لاَ تُوجَد فِي الْبِلاَد الأُْخْرَى، ويريدون أن يفرِّقوا بَيْنَنَا، وَأَن ينتزعوا شَبَابَنَا، وَأَن يَنْزِعُوا الثِّقَة مِن عُلَمَائِنَا، وَحِينَئِذٍ يَحْصُل - وَالْعِيَاذ بِاَللَّه - مَا لاَ تُحْمَد عُقْبَاه.
الصفحة 1 / 144
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد