فَعَلَيْنَا - عُلَمَاء
ودعاة وشبابًا وَعَامَّة - أن نتنبه لِذَلِك؛ بِأَلاَّ نتقبَّل الأَْفْكَار
الوافدة، ولا الْمَبَادِئ المشبوهة، حَتَّى وَإِنْ تَلَبَّست بِلِبَاس الْحَقّ
وَالْخَيْر - لِبَاس السُّنَّة -.
فَنَحْن لَسْنَا عَلَى شَكّ مِن وَضْعِنَا - ولله الْحَمْد -.
نَحْن عَلَى مَنْهَج سَلِيمٍ، وَعَلَى عَقِيدَة سَلِيمَة، وعندنا كُلّ
خَيْر ولله الْحَمْد؛ فَلِمَاذَا نَتَلَقَّى الأَْفْكَار الْوَارِدَة مِن الْخَارِج،
ونروجها بَيْنَنَا وَبَيْن شَبَابِنَا؟!
فَلا حَلَّ لِهَذِه الفُرقة إلاَّ بِتَرْك هَذِه الأَْفْكَار الوافدة،
وَالإِْقْبَال عَلَى تَنْمِيَة مَا عِنْدَنَا مِن الْخَيْر وَالْعَمَل بِه
وَالدَّعْوَة إلَيْه.
نَعَم، عِنْدَنَا نَقَص، وبإمكاننا أن نُصْلِح أخطاءنا، مِن غَيْر أن
نستورد الأَْفْكَار الْمُخَالِفَة لِلْكِتَاب وَالسُّنَّة وَفَهْم السَّلَف مِن
الْخَارِج، أَو مِن أناسٍ مشبوهين - وَإِنْ كانوا فِي هَذِه الْبِلاَد -، أَو
مضللين.
الْوَقْت الآْن وَقْت فِتَن، فَكُلَّمَا تَأَخَّر الزَّمَان تَشْتَدّ
الْفِتَن.
عَلَيْكُم أن تُدْرِكُوا هَذَا، ولا تصغوا لِلشُّبُهَات، ولا لأَِقْوَال
المشبوهين والمضللين، الَّذِين يُرِيدُون سَلْب هَذِه النِّعْمَة الَّتِي نعيشها،
وَأَن نَكُون مِثْل الْبِلاَد الأُْخْرَى: سَلْب، وَنَهْب، وَقَتْل، وَضَيَاع
حُقُوق، وَفَسَاد عَقَائِد، وَعَدَاوَات، وحزبيات.
وَأَقُول: لاَ يَقَع فِي أَعْرَاض الْعُلَمَاء الْمُسْتَقِيمِين عَلَى
الْحَقّ إلاَّ أَحَد ثَلاَثَة:
إمَّا مُنَافِق مَعْلُوم النِّفَاق.
وإما فَاسِق يُبْغِض الْعُلَمَاء؛ لأَنَّهُم يَمْنَعُونَه مِن الْفِسْق.
وإما حِزْبِي ضَالّ يُبْغِض الْعُلَمَاء، لأَنَّهُم لاَ يُوَافِقُونَه عَلَى حزبيته وأفكاره الْمُنْحَرِفَة.
الصفحة 2 / 144
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد