قَال تَعَالَى: ﴿قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ
رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ
بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ
سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33]؛
فَجَعَل الْقَوْل عَلَى اللَّه بِلاَ عِلْم مَع الشِّرْك، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى خطورته
فِي الدِّينِ وَلِيس الْكَذِب عَلَى اللَّه كَالْكَذِب عَلَى غَيْرِه، وَلِيس
الْكَذِب عَلَى الرَّسُول كَالْكَذِب عَلَى غَيْرِه، قَال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ
مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» ([1]).
س64: مَن خَالَف أُصُول الطَّرِيقَة السَّلَفِيَّة مِمَّن هُم حَوْلَنَا،
وناصر الْمَنَاهِج الأُْخْرَى؛ بِأَنْ مَدَح مؤسِّسِيهَا ومفكريها، هَل يَجِب
نِسْبَتُهُ إلَيْهِم ليحذره النَّاس، ولا يغتَرُّوا بِه وبمنهجه؟
ج: مَن خَالَف مَنْهَج السَّلَف وَمَدَح الْمَنَاهِج الْمُخَالِفَة لمنهج
السَّلَف وَمَدَح أَهْلَهَا فَإِنَّه يُعْتَبَر مِن أَهْل الْمُخَالَفَة، تَجِب
دَعْوَتُه وَمُنَاصَحَتُه، فَإِن رَجَع إِلَى الْحَقِّ وإلاَّ فَإِنَّه يُهجَر
ويُقاطَع.
وما أَظُنُّ أن فِي هَذِه الْبِلاَد الَّتِي نَشَأَت عَلَى التَّوْحِيد
وَمَنْهَج السَّلَف مَن يَفْعَل ذَلِك - إن شَاء اللَّه -، وَلَكِن قَد يَكُون
فِيهَا مَن يَحْسُن الظَّنَّ بِبَعْض أَصْحَاب الاتجاهات الْمُخَالِفَة؛ وَهْو لاَ
يَعْلَم حَقِيقَة مَا هُم عَلَيْه، فَإِذَا بُيِّن لَه الْحَقُّ بِطَرِيقَة
سَلِيمَة، فَإِنَّه سيقبله - بِإِذْن اللَّه -.
وَأُوصِي بِعَدَم التسرُّع فِي الْحُكْم عَلَى النَّاس، وَرَمْيِهِم بِالْمُخَالَفَة، وَتَنْفِيرِهِم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد