نَحْن - ولله الْحَمْد -
تُقام عِنْدَنَا الْحُدُود عَلَى مَن تَبَيَّن وَثَبَت عَلَيْه مَا يُوجِب
الْحَدَّ، وَنُقِيم الْقِصَاص فِي الْقَتْلَى، هَذَا - ولله الْحَمْد - خَيْر، ولو
كَان هُنَاك نَقَص، النَّقْص لابد مِنْه لأَنَّه مِن طَبِيعَة الْبَشَر.
وَنَرْجُو اللَّه تَعَالَى أن يُصْلِح أَحْوَالَنَا، وَيُعِينَنَا عَلَى
أَنْفُسِنَا، وَأَن يُسَدِّد خُطَانَا، وَأَن يُكَمِّل نَقْصَنَا بِعَفْوِه.
أَمَّا أَنَّنَا نَتَّخِذ مِن الْعَثَرَات وَالزَّلاَّت سبيلاً لتنقُّص
وُلاَة الأُْمُور، أَو الْكَلاَم فِيهِم، أَو تبغيضهم إِلَى الرَّعِيَّة؛ فَهَذِه
لَيْسَت طَرِيقَة السَّلَف أَهْل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة.
أَهْل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة يَحْرِصُون عَلَى طَاعَة وُلاَة أُمُور
الْمُسْلِمِين، وَعَلَى تحبيبهم لِلنَّاس، وَعَلَى جَمْع الْكَلِمَة، هَذَا هُو
الْمَطْلُوب.
وَالْكَلاَم فِي وُلاَة الأُْمُور مِن الْغِيبَة وَالنَّمِيمَة، وَهُمَا
مِن أَشَدِّ الْمُحَرَّمَات بَعْد الشِّرْك، لاسيما إِذَا كَانَت الْغِيبَة
لِلْعُلَمَاء وَلِوُلاَة الأُْمُور فَهِي أَشَدّ، لِمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهَا مِن
الْمَفَاسِد، مِن تَفْرِيق الْكَلِمَة، وَسُوء الظَّنِّ بِوُلاَة الأُْمُور،
وَبَعْث الْيَأْس فِي نُفُوس النَّاس، وَالْقُنُوط.
س39: يَقُوْل مُحَمَّد قُطْب فِي كِتَابه «حَوْل تَطْبِيق الشَّرِيعَة» فِي
مَعْنَى لاَ إلَه إلاَّ اللَّه، أَي: «لاَ مَعْبُود إلاَّ اللَّه، ولا حَاكِم
إلاَّ اللَّه»؛ فَهَل هَذَا التَّفْسِير صَحِيح؟
ج: مَعْنَى «لا إلَه إلاَّ اللَّه»
بَيَّنَه اللَّه سبحانه وتعالى فِي كِتَابه، وبَيَّنَه الرَّسُول صلى الله عليه
وسلم، قَال اللَّه تَعَالَى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ [النساء: 36]
وَقَال تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ
بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36].
وَقَال تَعَالَى: ﴿وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ﴾ [البينة: 5].
الصفحة 1 / 144
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد