×
الأجوبَةُ المُفِيدَة عَنْ أَسئِلَةِ المْنَاهِجِ الجْدِيدَة

 س81: بَعْض الشَّبَاب الْيَوْم يُفْهَم مَعْنَى قَوْلِه تَعَالَى: ﴿وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ [المائدة: 54] أَنَّهُم أُولَئِك الَّذِين يَذْكُرُون أَخْطَاء الْحُكَّام عَلَى الْمَنَابِر، وَأَمَام الْمَلَأ، وَفِي الأَشرِطَة المُسَجَّلَة، ويَحصُرُون «الأَمْر بِالْمَعْرُوف وَالنَّهْي عَن الْمُنْكَر» فِي ذَلِك أيضًا، نَرْجُو تَوْجِيه أُولَئِك الشَّبَاب هَدَاهُم اللَّه إِلَى السُّلُوك الصَّحِيح وَتَوْضِيح الْمَعْنَى الصَّحِيح لِهَذِه الآْيَة، وَحُكْم أُولَئِك الَّذِين يَتَكَلَّمُون فِي الْحُكَّام علنًا؟

ج: يَقُوْل اللَّه سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ [المائدة: 54]، هَذِه الآْيَة فِي كُلّ مَن قَاتَل الْمُرْتَدِّين قَال كَلِمَة الْحَقِّ وَجَاهَد فِي سَبِيل اللَّه، وَأَمَّر بِالْمَعْرُوف ونهى عَن الْمُنْكَر طَاعَة لِلَّه تَعَالَى، وَلَمْ يَتْرُك النَّصِيحَة وَالأَْمْر بِالْمَعْرُوف وَالنَّهْي عَن الْمُنْكَر وَالْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه مِن أجْل النَّاس أَو مِن خَشْيَة النَّاس.

وَلَكِن قَضِيَّة النَّصِيحَة وَالدَّعْوَة إِلَى اللَّه هِي كَمَا قَال تَعَالَى: ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ [النحل: 125].

وَاَللَّه سبحانه وتعالى قَال لِمُوسَى وَهَارُون لَمَّا أَرْسَلَهما إِلَى فِرْعَوْن: ﴿فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ [طه: 44].

وَقَال تَعَالَى فِي حَقّ نَبِيِّنَا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم: ﴿فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ [آل عمران: 159] فَالنَّصِيحَة لِلْحُكَّام تَكُون بِالطُّرُق الكَفِيلَة لِوُصُولِهَا إلَيْهِم مِن غَيْر أن يُصَاحِبَهَا تَشْهِير أَو يُصَاحِبَهَا اسْتِنْفَار لِعُقُول النَّاس السُّذَّج والدَّهْمَاء، وَالنَّصِيحَة تَكُون سرًّا بَيْن النَّاصِح وَبَيْن وَلِي الأَمْر، إمَّا بِالْمُشَافَهَة، وإمَّا بِالْكِتَابَة لَه، وإمَّا أن يَتَّصِل بِه وَيُبَيِّن لَه هَذِه الأُْمُور، وَيَكُون ذَلِك بِالرِّفْق، وَيَكُون ذَلِك بِالأَْدَب الْمَطْلُوب.


الشرح