أَمَّا الْفِقْه إِذَا
أُطلق كَمَا فِي قَوَّلَه تَعَالَى: ﴿لِّيَتَفَقَّهُواْ
فِي ٱلدِّينِ﴾ [التوبة: 122].
وَقَوْله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» ([1]).
وَقَوْله تَعَالَى: ﴿فَمَالِ
هَٰٓؤُلَآءِ ٱلۡقَوۡمِ لَا يَكَادُونَ يَفۡقَهُونَ حَدِيثٗا﴾ [النساء: 78].
﴿وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ
لَا يَفۡقَهُونَ﴾ [المنافقون: 7] إِلَى غَيْر ذَلِك.
الْمُرَاد بِذَلِك: الْفِقْه فِي الدّين بِمَعْرِفَة الأَحْكَام الشَّرْعِيَّة،
هَذَا هُو الْمَطْلُوب، وَهَذَا هُو الَّذِي يَجِب عَلَى الْمُسْلِمِين الاِهْتِمَام
بِه وَأَن يَتَعَلَّمُوه.
لَكِن لَيْس الْمَقْصُود بِفِقْه الْوَاقِع عِنْد هَؤُلاَء فِقْه اللُّغَة،
وَإِنَّمَا الْمُرَادُ بِه عِنْدَهُم: الاِشْتِغَال بِأُمُور السِّيَاسَة وَالتَّهْيِيج
السِّيَاسِيّ، وَصَرْف الأَْوْقَات وَالْهِمَم إلَيْه.
أَمَّا فِقْه الأَحْكَام فَيُسَمُّونَه: فِقْه الْجُزْئِيَّات، وَفِقْه
الْحَيْض وَالنِّفَاس، تهجينًا لَه وتنفيرًا مِنْه وَمِنْ الاِشْتِغَال بِه.
س4: نَسْمَع كثـيرًا عَمَّا يُسَمَّى بِالْجَمَاعَات الإِْسْلاَمِيَّة فِي
هَذَا الْعَصْر فِي مُخْتَلَف أَنْحَاء الْعَالِم؛ فَمَا أَصْل هَذَا
التَّسْمِيَة؟ وَهَل يَجُوز الذَّهَاب مَعَهُم وَمُشَارَكَتُهُم إِذَا لَم يَكُن
لَدَيْهِم بِدْعَة؟
ج: الرَّسُول صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَنَا وَبَيَّن لَنَا كَيْف نَعْمَل، مَا تَرَك شيئًا يقرِّب أُمَّتَهُ إِلَى اللَّه إلاَّ وبيَّنه، وما تَرَك شيئًا يُبْعِدُهُم مِن اللَّه إلاَّ وبيَّنه عليه الصلاة والسلام، ومِن ذَلِك هَذِه الْمَسْأَلَة، قَال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا»، لَكِن مَا هُو الْعِلاَج عِنْد حُدُوث ذَلِك؟
الصفحة 1 / 144
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد