×
الأجوبَةُ المُفِيدَة عَنْ أَسئِلَةِ المْنَاهِجِ الجْدِيدَة

وَلِيس مِن النَّصِيحَة أيضًا: أَنَّنَا نَكْتُب نَصِيحَة وَنُدُور بِهَا عَلَى النَّاس، أَو عَلَى كُلّ أَحَد ليوقِّعوا عَلَيْهَا، وَنَقُول: هَذِه نَصِيحَة. لا، هَذِه فَضِيحَة؛ هَذِه تُعْتَبَر مِن الأُْمُور الَّتِي تَسَبِّب الشُّرُور، وتُفرِح الأَْعْدَاء، ويتدخل فِيهَا أَصْحَاب الأَْهْوَاء.

س61: لَقَد انْتَشَرَت - ولله الْحَمْد - الدَّعْوَة إِلَى مَنْهَج السَّلَف وَالتَّمَسُّك بِه، وَلَكِن هُنَاك مَن يَقُوْل: إن هَذِه الدَّعْوَة إِنَّمَا هِي لَشَقِّ الصَّفِّ وَتَمْزِيقِه، وَضَرْب الْمُسْلِمِين بَعْضِهِم بِبَعْض ليشتغلوا بِأَنْفُسِهِم عَن عَدُوِّهِم الْحَقِيقِيّ، فَهَل هَذَا صَحِيح وما هُو تَوْجِيهُكُم؟

ج: هَذَا مِن قَلْب الْحَقَائِق؛ لأَنَّ الدَّعْوَة إِلَى التَّوْحِيد وَمَنْهَج السَّلَف الصَّالِح تَجْمَع الْكَلِمَة، وتوحِّد الصَّف، كَمَا قَال اللَّه تَعَالَى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ [آل عمران: 103].

وَقَال تَعَالَى: ﴿إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ [الأنبياء: 92].

فَلا يُمْكِن لِلْمُسْلِمِين أن يتَّحِدوا إلاَّ عَلَى كَلِمَة التَّوْحِيد وَمَنْهَج السَّلَف، وَإِذَا سَمَحُوا للمناهج الْمُخَالَفَة لمنهج السَّلَف الصَّالِح تفرّقوا وَاخْتَلَفُوا، كَمَا هُو الْوَاقِع الْيَوْم.

فَاَلَّذِي يَدْعُو إِلَى التَّوْحِيد وَمَنْهَج السَّلَف هُو الَّذِي يَدْعُو إِلَى الاِجْتِمَاع، وَاَلَّذِي يَدْعُو إِلَى خِلاَفُه هُو الَّذِي يَدْعُو إِلَى الفُرقـة وَالاِخْتِلاَف.


الشرح