إِمْكَانِيَّاتِهِ
وَمَقْدِرَتِه، بِدُون أن يَتَقَيَّد بِجَمَاعَة إلاَّ جَمَاعَة أَهْل السُّنَّة
أَو يَتَقَيَّد بِأَرْبَعِين يومًا أَو أَقَلَّ أَو أَكْثَر.
وكذلك مِمَّا يَجِب عَلَى الدَّاعِيَة أن يَكُون ذَا عِلْم؛ لاَ يَجُوز
لِلإِْنْسَان أن يَدْعُو إِلَى اللَّه وَهْو جَاهِل، قَال تَعَالَى: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ
أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ﴾ [يوسف: 108]؛ أَي:
عَلَى عِلْم؛ لأَنّ الدَّاعِيَة لابد أن يَعْرِف مَا يَدْعُو إلَيْه مِن وَاجِب،
وَمُسْتَحَبّ، وَمُحَرَّم، وَمَكْرُوه، وَيَعْرِف مَا هُو الشِّرْك،
وَالْمَعْصِيَة، وَالْكُفْر، وَالْفُسُوق، وَالْعِصْيَان، يَعْرِف دَرَجَات
الإِْنْكَار وَكَيْفِيَّتِه.
وَالْخُرُوج الَّذِي يَشْغَل عَن طَلَب الْعِلْم، أَمْر بَاطِل؛ لأَنّ
طَلَب الْعِلْم فَرِيضَة وَهْو لاَ يَحْصُل إلاَّ بِالتَّعَلُّم، لاَ يَحْصُل
بِالإِْلْهَام؛ هَذَا مِن خُرَافَات الصُّوفِيَّة الضَّالَّة لأَنّ الْعَمَل
بِدُون عِلْم ضَلاَل؛ وَالطَّمَع بِحُصُول الْعِلْم بِدُون تَعَلُّم وهمٌ خاطئ.
س105: ما هي أَو مَن هِي جَمَاعَة التَّبْلِيغ؟ ومَا مَنْهَجُهَا الَّذِي
تَسِير عَلَيْه؟ وَهَل يَجُوز الاِنْضِمَام إِلَيْهَا وَالْخُرُوج مَع
أَفْرَادِهَا لِلدَّعْوَة - كَمَا يَقُولُون - ولو كانـوا مُتَعَلِّمِين
وَعِنْدُهُم عَقِيدَة صَحِيحَة كَأَبْنَاء هَذِه الْبِلاَد؟
ج: الْجَمَاعَة الَّتِي يَجِب الاِنْضِمَام إِلَيْهَا وَالسَّيْر مَعَهَا
وَالْعَمَل مَعَهَا هِي: جَمَاعَة أَهْل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة الَّتِي تَسِير
عَلَى مَا كَان عَلَيْه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه، أَمَّا مَا
خَالَفَهَا فَإِنَّه يَجِب أن نَتَبَرَّأ مِنْه.
نَعَم، يَجِب أن ندعُوَهم إِلَى اللَّه عَلَى سنَّة رَسُولِه صلى الله عليه وسلم هَذَا وَاجِب عَلَيْنَا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد