×
الأجوبَةُ المُفِيدَة عَنْ أَسئِلَةِ المْنَاهِجِ الجْدِيدَة

وَقَبْضُ الْعِلْم إِنَّمَا يَكُون بِمَوْت العلماء: هُو مَا أَخْبَر عَنْه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِه: «إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» ([1]).

وَاَللَّه هَذَا هُو الْوَاقِع الْيَوْم، الآْن رءوس جُهَّال يَتَكَلَّمُون بِأَحْكَام الشَّرِيعَة ويوجهون النَّاس ويحاضرون وَيَخْطُبُون وَلِيس عِنْدَهُم مِن الْعِلْم وَالْفِقْه شَيْء، إِنَّمَا عِنْدَهُم تهريج وَتَهْيِيج، قَال فُلاَن وَقَال فُلاَن، شَغَلُوا النَّاس بِالْقِيل وَالْقَال، وَهَذَا مِصْدَاق مَا أَخْبَر بِه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً».

وَمَع الأَْسَف يُسَمِّيهِم النَّاس عُلَمَاء، ولا حَوْل ولا قُوَّة إلاَّ بِاَللَّه، فِي حِين لَو تَسْأَلُه عَن نَازِلَة مِن النَّوَازِل أَو حُكْم شَرْعِيٍّ فَإِنَّه لايستطيع أن يُجِيبَك بِجَوَاب صَحِيح؛ لأَنَّه يَقُول هَذَا لَيْس بِعِلْم، الْعِلْم هُو الثقافة السِّيَاسِيَّة وَفِقْه الْوَاقِع، فحُرمِوا الْعِلْم وَالْعِيَاذ بِاَللَّه، نَسْأَل اللَّه الْعَافِيَة.

س75: بِسَبَب الأَْحْدَاث الَّتِي وَقَعَت أَصْبَح بَعْض الْمُسْلِمِين يُوَالِي الْكُفَّار وَذَلِك لِفَتْوَى سَمِعَهَا مِن أَحَد طُلاَّب الْعِلْم فَمَا حُكْم ذَلِك؟

ج: مَا أَظُنّ أن مسلمًا يُوَالِي الْكُفَّار، لَكِن أَنْتُم تُفَسِّرُون الْمُوَالاَة بِغَيْر مَعْنَاهَا.

فَإِن كَان يُوَالِيهِم حَقِيقَة فَهُو إمَّا جَاهِل وَإِلاَّ فَلَيْس بِمُسْلِم؛ بَل هُو مِن الْمُنَافِقِين، أَمَّا الْمُسْلِم فَإِنَّه لاَ يُوَالِي الْكُفَّار.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (100)، ومسلم رقم (2673).