س88: مَا هُو الْوَاجِب
عَلَى الدُّعَاة وَطَلَبَة الْعِلْم لِوُلاَة الأَمْر؟
ج: الْوَاجِب عَلَى الدُّعَاة إِلَى اللَّه عز وجل: الْعَمَل عَلَى جَمْعِ
كَلِمَة الْمُسْلِمِين، وَإِبْطَال خُطَط الكفَّار والمُنَافِقِينَ، الَّذِين
يُرِيدُون تَفْكِيكَ الْمُجْتَمِع الْمُسْلِم، وَزَرْع الْعَدَاوَة وَالأَْحْقَاد
بَيْن الْمُسْلِمِين، وَالْفَصْل بَيْن الْمُسْلِمِين وَبَيْن قِيَادِتِهِم.
وَيَجِب عَلَيْهِم: حثّ الْمُسْلِمِين عَلَى الاِجْتِمَاع وَالتَّآلُف،
وَالنَّصِيحَة لِوُلاَة الأُْمُور، وَإِعَانَتُهُم عَلَى الْحَقِّ، وَإِرْشَادِهِم
إِلَى الْخَيْر؛ فِيْمَا بَيْنَهُم وَبَيْنَهُم، دُوْن تَشْهِيرٍ أَو تَعْنِيفٍ،
قَال تعالى: ﴿فَقُولَا لَهُۥ
قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ﴾ [طه: 44].
س89: هَل الْبَيْعَة وَاجِبَة أَم مُسْتَحَبَّة أَم مُبَاحَة؟ وما
مَنْزِلَتُهَا مِنَ الْجَمَاعَة وَالسَّمْع وَالطَّاعَة؟
ج: تَجِب الْبَيْعَة لِوَلِيِّ الأَمْر عَلَى السَّمْع وَالطَّاعَة عِنْد
تَنصِيبِهِ إمامًا لِلْمُسْلِمِين عَلَى الْكِتَاب وَالسُّنَّة.
والذين يُبَايِعُون هُم أَهْل الْحَلِّ وَالْعَقْد مِن الْعُلَمَاء
وَالْقَادَة، أَمَّا غَيْرِهِم مِن بَقِيَّةِ الرَّعِيَّةِ فَهُم تَبَعٌ لَهُم،
تَلْزَمُهُم الطَّاعَة بِمُبَايَعَة هَؤُلاَء، فَلا تُطْلَبُ الْبَيْعَة مِن كُلِّ
أَفْرَاد الرَّعِيَّة؛ لأَنّ الْمُسْلِمِين جَمَاعَة وَاحِدَة، يَنُوب عَنْهُم
قادَتُهُم وَعُلَمَاؤُهُم.
هَذَا مَا كَان عَلَيْه السَّلَف الصَّالِح مِن هَذِه الأُْمَّة، كَمَا كَانَت
الْبَيْعَة لأَِبِي بَكْر رضي الله عنه ولغيره مِن وُلاَة الْمُسْلِمِين.
وَلَيْسَت الْبَيْعَة فِي الإسلام بِالطَّرِيقَة الفَوْضَوِيَّةِ المُسَمَّاة بالاِنتِخَابَات، الَّتِي عَلَيْهَا دُوَل الْكُفْر وَمَنْ قلَّدَهُم مِن الدُّوَل الْعَرَبِيَّة، وَالَّتِي تَقُوم عَلَى الْمُسَاوَمَة، والدِّعَايَاتِ الْكَاذِبَة، وَكَثيرًا مَا يَذْهَب ضَحيَّتَهَا نُفُوس بَرِيئَة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد