×
الأجوبَةُ المُفِيدَة عَنْ أَسئِلَةِ المْنَاهِجِ الجْدِيدَة

وَقَد تَرْجَم الإمام الْبُخَارِيّ رحمه الله تَرْجَمَة قَال فِيهَا: «بَاب الْعِلْم قَبْل الْقَوْل وَالْعَمَل» وَسَاق هَذِه الآْيَة الْكَرِيمَة: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ [محمد: 19].

وَقَال تَعَالَى: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣ [العصر: 1- 3]

فَرَتَّب السَّلاَمَة مِن الْخَسَارَة عَلَى مَسَائِل أَرْبَع:

الْمَسْأَلَة الأُوْلَى: الإِْيمَان، ويعني: الاِعْتِقَاد الصَّحِيح.

الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة: الْعَمَل الصَّالِح وَالأَْقْوَال الصَّالِحَة، وَعَطْف الأَْقْوَال الصَّالِحَة وَالأَْعْمَال الصَّالِحَة عَلَى الإِْيمَان مَع أَنَّهَا جُزْء مِنْه مِن بَاب عَطْف الْخَاصِّ عَلَى الْعَامِّ؛ لأَنَّ الأَْعْمَال دَاخِلَة فِي الإِْيمَان، وَإِنَّمَا عَطَفَهَا عَلَيْه اهتمامًا بِهَا.

وَالْمَسْأَلَة الثَّالِثَة: تَوَاصَوْا بِالْحَقّ يَعْنِي دَعَوْا إِلَى اللَّه، وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوف، وَنَهَوْا عَن الْمُنْكَر، ولمَّا اعْتَنَوْا بِأَنْفُسِهِم أولاً وَعَرَفُوا الطَّرِيق، دَعَوا غَيْرَهُم إِلَى ذَلِك، لأَنّ الْمُسْلِم مُكَلَّف بِدَعْوَة النَّاس إِلَى اللَّه سبحانه وتعالى وَالأَْمْر بِالْمَعْرُوف وَالنَّهْي عَن الْمُنْكَر.

وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر، هَذِه هِي الْمَسْأَلَة الرَّابِعَة: وَهْي الصَّبْر عَلَى مَا يلاقونه فِي سَبِيل ذَلِك مِن التَّعَب وَالْمَشَقَّة.

فَلا سَعَادَة لِمُسْلِم إلاَّ إِذَا حَقَّق هَذِه الْمَسَائِل الأَْرْبَع.

أَمَّا الاِهْتِمَام بالثقافات الْعَامَّة، وَالأُْمُور الصحفية وَأَقْوَال النَّاس، وما يَدُور فِي الْعَالِم، فَهَذِه إِنَّمَا يطّلع الإِْنْسَان عَلَيْهَا بَعْدَمَا يُحَقِّق التَّوْحِيد، وَيُحَقِّق الْعَقِيدَة ويطّلع عَلَى هَذِه الأُْمُور مِن أجْل أن يَعْرِف الْخَيْر مِن الشَّرِّ، وَمِنْ أجْل أن يَحْذَر مِمَّا يَدُور فِي السَّاحَة مِن شُرُور ودعايات


الشرح