شَعَرْتَ أَو لَم تَشْعُر؛ فمثلاً: طِفْل، أَو صَبِيّ، أَو إنْسَان عَلَى
غَيْر الْمُظْهَر اللاَّئِق، يُمَثِّل عالمًا مِن عُلَمَاء الْمُسْلِمِين أَو
صحابيًّا... هَذَا لاَ يَجُوز؛ لَمَّا فِيْه مِن تَنَقُّص الشَّخْصِيَّة
الإِْسْلاَمِيَّة بمظهر الْمُمَثِّل الْفَاسِق، أَو الْمُسْتَهْجَن.
فَلَو جَاء أَحَد يُمَثِّلك بِأَنْ يَمْشِي مَشْيَك أَو يَتَكَلَّم مقلدًا
لَك، هَل تَرْضَى بِهَذَا؟ أَو تَعُدُّ هَذَا مِن التنقص لَك؟ وَإِنْ كَان
الممثِّل يَقْصِد - بِزَعْمِه - الْخَيْر، لَكِن الأَْشْخَاص لاَ يَرْضَوْن أن
أحدًا يتنقصهم.
ثالثًا - وَهْو أَخْطَر -: أن بَعْضهُم يتقمّص شَخْصِيَّة كَافِرَة، كَأَبِي
جَهْل، وَفِرْعَوْن - وَغَيْرهم -، وَيَتَكَلَّم بِكَلاَم الْكُفْر، بِزَعْمِه
أَنَّه يُرِيد الرَّد عَلَيْه، أَو يُرِيد بَيَان كَيْف كَانَت الْجَاهِلِيَّة؛
فَهَذَا تشبُّه بِهِم، وَالرَّسُول صلى الله عليه وسلم نَهَى عَن التشبُّه
بِالْمُشْرِكِين وَالْكُفَّار، تشبُّه فِي تقَمُّص الشَّخْصِيَّة، وتشبُّه
بِكَلاَمِهِم.
وأيضًا مِن الْمَحَاذِير: أن هَذِه الطَّرِيقَة فِي الدَّعْوَة لَيْسَت
مِن هَدْي الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، ولا هُو هَدْي سَلَفِنَا الصَّالِح، ولا
مِن هَدْي الْمُسْلِمِين.
هَذِه التمثيليات مَا عُرفت إلاَّ مِن الْخَارِج - مِن الْكُفَّار -،
وتَسَرَّبَت إلَيْنَا بِاسْم الدَّعْوَة إِلَى الإسلام، وَاعْتِبَارُهَا مِن
وَسَائِل الدَّعْوَة غَيْر صَحِيح، وَسَائِل الدَّعْوَة - ولله الْحَمْد -
توقيفيةٌ، غنيةٌ عَن هَذِه الطَّرِيقَة.
وكانت الدَّعْوَة ناجحة فِي مُخْتَلَف الْعُصُور بِدُون هَذِه التمثيليات،
وَلَمَّا جَاءَت هَذِه الطَّرِيقَة مَا زَادَت النَّاس شيئًا ولا أَثَّرت شيئًا؛
مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا سَلْبِيَّة، وَأَن لَيْس فِيهَا فَائِدَة،،
وَإِنَّمَا فِيهَا مضرّة.
وَإِنْ قَال قَائِل: إن الْمَلاَئِكَة تتمثّل بِصُوَر الآْدَمِيِّين.
الصفحة 2 / 144
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد