الْبَاطِلَة، وَأُزِيلَت
مِنْهَا الْبِدَع وَالْخُرَافَات والشركيات فتوحدت الْبِلاَد تَحْت رَايَة «لاَ إلَه إلاَّ اللَّه مُحَمَّد رَسُول
اللَّه» وَاسْتَتَبَّ الأَْمْن، وَحَصَلَت الأُْخُوَّة بَيْن النَّاس واجتمع
أَهْل الْقُرَى وَالْمُدُن عَلَى دُولَة وَاحِدَة وَأُمَّة وَاحِدَة.
لَكِن لاَ تَنْسَوْا أن الأَْعْدَاء لاَ يَزَالُون يَتَرَبَّصُون ويريدون
أن يُفَرِّقُوا هَذَا الاِجْتِمَاع.
يَبُثُّون هَذِه التَّفْرِقَة بَيْن هَذِه الأُْمَّة فِي هَذِه الْبِلاَد
بِمَا دسوه مِن مَبَادِئ وَمَنَاهِج غَرِيبَة مشبوهة تقبّلها بَعْض الشَّبَاب
نَسْأَل اللَّه أن يُصْلِحُهُم وَأَن يَهْدِيَهُم، لاَ يُرِيدُون بِنَا إلاَّ
الشَّرّ.
وَإِلاَّ لِمَاذَا يَا عِبَاد اللَّه؟! أَلَسْنَا جَمَاعَة وَاحِدَة؟!
أَلَسْنَا عَلَى دِين التَّوْحِيد عَلَى عَقِيدَة التَّوْحِيد؟! أَلَسْنَا نَعِيش
فِي الأَْمْن وَالاِسْتِقْرَار؟! ما الَّذِي نُرِيد غَيْر هَذَا؟! لِمَاذَا
نَقْبَل الأَْفْكَار الدَّخِيلَة والمناهج المستوردة، وَقَوْل فُلاَن وَعِلاَّن
مِمَّن لاَ يُعرف لاَ بِدِينٍ ولا بِعِلْم، ولا يُعرف مِن أَيْن تَلَقَّى الْعِلْم
وأين دَرَس، ولا يُعرف مَا هِي عَقِيدَتُه؟ ثُمّ نَتَلَقَّى مَا يَقُولُه ونتبناه
وَنَتْرُك مَا نَحْن عَلَيْه مِن الدِّين الصَّحِيح وَالْعَقِيدَة الصَّحِيحَة
وَالْمَنْهَج السَّلِيم، احْذَرُوا مِن هَذِه الْفِرَق وَحَذِّرُوا إخْوَانَكُم
وَأَوْلاَدَكُم.
نَحْن جَمَاعَة وَاحِدَة وَأُمَّة وَاحِدَة وَعَلَى مَنْهَج وَاحِد وَعَلَى
عَقِيدَة وَاحِدَة، ودولتنا - ولله الْحَمْد - دَولَة إسْلاَمِيَّة، وَالْحُكْم
فِينَا بِشَرِيعَة اللَّه.
أَنَا لاَ أَقُول إنَّنَا كَامِلُون، بَل عِنْدَنَا نَقَص، لَكِن نَقْص دُونَ نَقْص -الْحَمْد لِلَّه-، الأَمْر فِينَا بِكِتَاب اللَّه وَسُنَّة رَسُولِه صلى الله عليه وسلم، وَالْبِلاَد كُلُّهَا مِن أَقْصَاهَا إِلَى أَقْصَاهَا بِلاَد إسْلاَمِيَّة تَحْكُمُ بِشَرِيعَة اللَّه، وَالْعَقِيدَة وَاحِدَة
الصفحة 2 / 144
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد