لاَ نَقُول إِنَّهُم
كَامِلُون، وَالإِْنْصَاف يَقْتَضِي هَذَا، لَكِن لاَ نَجْحَد فَضْل اللَّه
وَنِعْمَة اللَّه عَلَيْنَا؛ لأَنّ هَذَا مِن الْكُفْر بِالنِّعْمَة.
عِنْدَنَا - ولله الْحَمْد - عُلَمَاء، وعندنا - ولله الْحَمْد - وُلاَة
مُسْتَقِيمُون لَيْس لَهُم مَذْهَب اشتراكي أَو مَذْهَب بعثي أَو مَذْهَب مُخَالِف
لِلإِْسْلاَم، هُم عَلَى عَقِيدَة التَّوْحِيد وَعَلَى دِين الإسلام، عَقِيدَتُهُم
خَالِيَة مِن الشِّرْك - ولله الْحَمْد -، يُقِيمُون الْحُدُود، وَيَأْمُرُون
بِالْمَعْرُوف وَيَنْهَوْن عَن الْمُنْكَر، ويُحَكِّمون كِتَاب اللَّه، فَتَحُوا -
فِي كُلّ هِجْرَة وَفِي كُلّ قَرْيَة وَفِي كُلّ مَدِينَة أَو قريبًا مِنْهَا -
مَحْكَمَة يَتَحَاكَم النَّاس إِلَى شَرَع اللَّه فِيهَا.
والأخطاء مَوْجُودَة، لَكِن الْخَيْر أَكْثَر؛ فَالْوَاجِب عَلَيْنَا
النَّصِيحَة والدعاء لَهُم بِالتَّوْفِيق وَالتَّسْدِيد وَالْهِدَايَة
وَمُنَاصَحَتُهُم سرًّا وَإِيصَال الْحَقّ إلَيْهِم، هَذَا هُو الْوَاجِب عَلَيْنَا.
هَل نُرِيد أن يتفكك هَذَا الْمُجْتَمِع؟! هَل نُرِيد أن يتناحر هَذَا
الْمُجْتَمِع؟! هَل نُرِيد أن يَخْتَلّ أَمْن هَذَا الْمُجْتَمِع؟! ولا يَأْمَن
النَّاس عَلَى أَمْوَالِهِم ولا عَلَى بُيُوتِهِم ولا عَلَى مَحَارِمِهِم، ولا
عَلَى أَنْفُسِهِم، هَل نُرِيد زَوَال هَذِه النِّعْمَة؟!
اتَّقُوا اللَّه يَا عِبَاد اللَّه، واشكروا هَذِه النِّعْمَة، ولا
تَغْتَرُّوا بِدُعَاة الضَّلاَل الَّذِين يُشَوِّشُون عَلَيْنَا ويتلمَّسُون
الأخطاء وَيَنْفُخُون فِيهَا، الَّذِين يَنْظُرُون الْقَذَاة فِي غَيْرِهِم ولا
يَنْظُرُون الْجِذْع فِي أَعْيُنِهِم!
عَلَيْنَا أن نَتَّقِي اللَّه فَإِن هَذَا دِين، وَهَذِه ذِمَّة، وَهَذِه مسئولية أَمَام اللَّه سبحانه وتعالى، والنِعم إِذَا لَم تُشْكَر زَالَت؛ قَال سُبْحَانَه: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ﴾ [إبراهيم: 7].
الصفحة 2 / 144
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد