×
الأجوبَةُ المُفِيدَة عَنْ أَسئِلَةِ المْنَاهِجِ الجْدِيدَة

 عَلَيۡكُمۡ فَتَبَيَّنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا [النساء: 94]، تَبَيَّنُوا: أَي: تَثَبَّتُوا مِمَّا بَلَغَكُم.

ثُمّ إِذَا ثَبَت فَعَلَيْكُم مُعَالَجَتُه بِالطُّرُق الكَفِيلَة بِالإِْصْلاَح، لاَ بِالطُّرُق المُعَنِّفَة أَو بِالطُّرُق الْمُشَوِّشَة، وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَال: «بَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا» ([1]).

وَقَال: «إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ» ([2])

وَقَال لِبَعْض فُضَلاَء الصَّحَابَة: «إِنَّ مِنْكُمْ لَمُنَفِّرِينَ، فَمَن أَمَّ النَّاس فَلْيُخَفِّف، فَإِن وَرَاءَه الضَّعِيف وذا الْحَاجَة» ([3]).

وَعَلَى كُلِّ حَال؛ فَالأُْمُور تُعَالَج بِحِكْمَة وَرَوِيَّة، ولا يَصْلُح لِكُلّ أَحَد أن يَتَدَخَّل فِي مَجَال لاَ يُحْسِنُ التَّصَرُّفَ فِيهِ.

ثالثًا: مِن الضَّوَابِط أن يَتَزَوَّد الإِْنْسَان مِن الْعِلْم بِمُجَالَسَة أَهْل الْعِلْم، وَالاِسْتِمَاع لآِرَائِهِم، وكذلك بِقِرَاءَة كُتُب السَّلَف الصَّالِح، وَسِيَر الْمُصْلِحِين مِن سَلَف هَذِه الأُْمَّة وَعُلَمَائِهَا، وَكَيْف كانوا يُعَالِجُون الأُْمُور، وَكَيْف كانوا يَعِظُون النَّاس، وَكَيْف كانوا يَأْمُرُون بِالْمَعْرُوف وَيَنْهَوْن عَن الْمُنْكَر، وَكَيْف يَحْكُمُون عَلَى الأَْشْيَاء، وَهَذَا مُدَوَّن فِي سِيَرِهِم وَفِي تَرَاجِمِهِم، وَفِي أَخْبَارِهِم وَفِي قَصَص الْمَاضِينَ مِن أَهْل الْخَيْر وَأَهْلِ الصَّلاَح وَأَهْلِ الصِّدْق: ﴿لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ [يوسف: 111].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3274)، ومسلم رقم (1732).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (217).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (672)، ومسلم رقم (467).