×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَٰنٍۚ[النجم: 23] إلى قوله: {وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلۡهُدَىٰٓ[النجم: 23]، والسُّلْطَانُ هُو الكِتَابُ المُنَزَّلُ مِن عندِ اللهِ، وهُو الهُدَى الَّذِي جَاءَهُم مِن عِندِ اللهِ، كَمَا قَال تَعَالى: {أَمۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٗا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِۦ يُشۡرِكُونَ[الروم: 35]، وقال: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ سُلۡطَٰنٍ أَتَىٰهُمۡ إِن فِي صُدُورِهِمۡ إِلَّا كِبۡرٞ مَّا هُم بِبَٰلِغِيهِۚ[غافر: 56]، وقال لبني آدم: {فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ[طه: 123]، {وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا ١٢٥ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ ١٢٦ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي مَنۡ أَسۡرَفَ وَلَمۡ يُؤۡمِنۢ بِ‍َٔايَٰتِ رَبِّهِۦۚ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبۡقَىٰٓ ١٢٧[طه: 124 - 127].

وبَيَانُ ذلك أنَّ الشَّخْصَ إمَّا أن يَبينَ له أَنَّ مَا بَعَثَ اللهُ به رَسُولَهُ حَقٌّ ويَعْدِلُ عَن ذَلكَ إلى اتِّبَاعِ هَوَاه، أو يَحْسِبُ مَا هُو عليه مِنْ تَركِ ذلك هُو الحقُّ، فهَذَا مُتَّبِعٌ للظَّنِّ والأوَّلُ مُتَّبِعٌ لِهَوَاه، أو فيه اجْتِمَاعُ الأَمْرَينِ، قال تعالى في صِفَةِ الأوَّلِينَ: {فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ[الأنعام: 33]، وقال تعالى: {وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ[النمل: 14]، وقال تعالى في صفة الأخسرين: {قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا ١٠٣ ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا ١٠٤[الكهف: 103- 104]، وقال تعالى: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۖ [فاطر: 8]، فالأوَّلُ: حالُ المَغْضُوبِ عَلَيْهِم الَّذينَ يَعْرِفُونَ الحقَّ ولا يَتَّبِعُونَهُ كَمَا هُو مَوجُودٌ فِي اليَهُودِ، والثَّانِي: حَالُ الذينَ يَعْمَلُونَ بِغيرِ عِلمٍ قَالَ تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرٗا لَّيُضِلُّونَ بِأَهۡوَآئِهِم بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ[الأنعام: 119]، وقال تعالى:


الشرح