والمَمَاتِ التي أَمَرَنا أن نَسْتَعِيذَ منها فِي صَلاتِنَا ([1]) مِنها ما فِي الحَديثِ الصحيحِ: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْتَعِيذَ فِي
صَلاَتِنَا مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ،
وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ»
([2])، ولكن وقتَ المَوتِ أحرصُ مَا يَكُونُ الشَّيطَانُ عَلى
إِغْوَاءِ بَنِي آدَمَ لأنَّه وقتُ الحَاجَةِ، كما قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي
الحَديثِ الصَّحيحِ....، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا
يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ
فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُ النَّارَ.، وَ إِنَّ الْعَبْدَ
لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا
إلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ
الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ» ([3])، ولِهَذا رُوِيَ أنَّ الشيطانَ أَشَدُّ مَا يَكُونُ
عَلَى ابنِ آدَمَ حِينَ المَوتِ، بِقَولِهِ لأعْوَانِهِ: دُونَكُم هَذَا فَإنه إِن
فَاتَكُم لَنْ تَظفَرُوا بِه أَبَدًا، وحِكايةُ عبدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ
حَنبلٍ معَ أَبيهِ وَهُو يَقُولُ: لا، بَعد، لا، بعد؛ مَشْهُورةٌ.
ولِهَذا يُقَالُ: إِنَّ مَنْ لَم يَحُجَّ يُخَافُ عليه مِن ذَلكَ؛ لمَّا رَوَى أَنَسُ بنُ مَالكٍ رضي الله عنه أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إلَى بَيْتِ اللَّهِ، وَلَمْ يَحُجَّ، فَلْيَمُتْ إِنْ شَاءَ يَهُودِيًّا وَإِنْ شَاءَ نَصْرَانِيًّا» ([4]) قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾[آل عمران: 97]، فقالوا: لا نَحُجُّه، فقال اللهُ تَعَالَى: {وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾[آل عمران: 97].
([1])أخرجه: البخاري رقم (2823)، ومسلم رقم (2706).
الصفحة 4 / 458