×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الثاني

فقال: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»، قالوا: نعوذُ باللهِ من عذابِ القبر، قال: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ»، قالوا: نعوذُ باللهِ من عذابِ النار، قال: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ»، قالوا: نعوذُ باللهِ من الفِتنِ ما ظهَر منها وما بَطَن، قال: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ»، قالوا: نعوذُ باللهِ من فتنةِ الدَّجال ([1]).

ثم ذكرَ الشيخُ رحمه الله أحاديثَ صحيحة في إثباتِ عذابِ القبر، إلى أن قال:

قال بعضُهم: ولهذا السببِ يذهبُ الناسُ بدوابِّهم إذا مَغِلَت - والمَغَل: مَغْص يصيب الدواب بسببِ أكلِها التراب - فيذهبون بها إلى قُبورِ اليهودِ والنَّصارى والمنافقين؛ فإنَّ أهلَ الخَيْلِ يَقْصِدُون قبورَهم لذلك، فقد قيل: إنَّ الخيلَ إذا سمعتْ عذابَ القبرِ حَصَلتْ لها من الحرارةِ ما يُذهِبُ المَغَل.

ثم نبَّه الشيخُ رحمه الله إلى أنَّ بعضَ الجُهَّال يظُنُّ أنَّ أصحابَ هذه القبورِ من أولياءِ الله! ولذلك يَحْصُل للخيلِ شفاءٌ عندَ قبورِهم من المَغَل.

أقول: وهذا ما ضَلَّ بسببِه كثيرٌ من الجُهَّالِ والضُّلاَّلِ عند القبور؛ فقد يحصُلُ لهم شيءٌ من حاجاتِهم ومقاصدِهم لسببٍ خَفِيٍّ فيظنون أنَّ هذا بسببِ الموتى، وقد يكونُ ذلك فتنةً لهم، أو بسببِ تَصرُّفِ الجِنِّ والشياطين لإضلالِ بني آدم.

يُواصِلُ الشيخ رحمه الله الكلامَ في إثباتِ عذابِ القبرِ ونعيمِه؛ فيذكُر حديثَ البَرَاء بن عازِب رضي الله عنه قال: خرجْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في جِنازةِ رجلٍ من الأنصار، فانْتهينا إلى القبرِ ولَمَّا يُلْحَد، فجلسَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2867).