يَسْمَعُهَا مَا بَيْنَ
الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ إلاَّ الثَّقَلَيْنِ، فَيَصِيرُ تُرَابًا قَالَ: ثُمَّ
تُعَادُ فِيهِ الرُّوحُ».
قال الشيخ: فقد صَرَّح الحديثُ بإعادةِ الرُّوحِ إلى الجسدِ وباختلافِ أضلاعِه، وهذا بَيِّنٌ في أنَّ العذابَ على الرُّوحِ والبَدَنِ مُجتمعَين، وقد رُوِيَ مثلُ حديثِ البَرَاء في قَبْضِ الرُّوحِ والمسألةِ والنعيمِ والعذاب؛ رواه أبو هريرة ([1])، وحديثه في «المسند» وغيره، ورواه أبو حاتم ابن حِبّان في «صحيحه» عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «فِي قَبْرِهِ يَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ.، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَانَتِ الصَّلاة عِنْدَ رَأْسِهِ، وَكَانَ الصِّيَامُ عَنْ يَمِينِهِ، وَكَانَتِ الصَّدَقَةُ عَنْ شِمَالِهِ، وَكَانَ فِعْلُ الْخَيْرِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالإِْحْسَانِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَيَأْتِيهِ الْمَلَكَانِ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، فَتَقُولُ الصَّلاة: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ، وَيَقُولُ الصِّيَامُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَسَارِهِ، فَتَقُولُ الزَّكَاةِ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ، فَيَقُولُ فِعْلُ الْخَيْرَاتُ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالإِْحْسَانِ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، فَيَقُولُ لَهُ: اجْلِسْ فَيَجْلِسُ، قَدْ مُثِّلَتْ لَهُ وَقَدْ أَصْغَتْ لِلْغُرُوبِ، فَيَقُولُ: دَعُونِي أُصَلِّي، فَيَقُولُونَ: إِنَّكَ سَتُصَلِّى، أَخْبِرْنَا عَمَّا نَسْأَلُكَ عَنْهُ، أَرَأَيْتُكَ هَذَا الَّذِي كَانَ فِيكُم مَا تَقُولُونَ فِيهِ؟ وَمَاذَا تَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهِ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ، نَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ اللهِ، فَيُقَالُ لَهُ: عَلَى ذَلِكَ حَيِيتَ، وَعَلَى ذَلِكَ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ وَمَا أَعَدَّ اللهُ لَكَ فِيهَا؛ فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي
([1])أخرجه: ابن حبان رقم (3113)، والخلال في «السنة» رقم (1176)، والبيهقي في «الاعتقاد» رقم (220).